طوفان نوح .... بين مبالغات الأسطورة و حقيقة الحادثة الجزء الرابع |
حديقة الحيوانات في سفينة نوح مما تقدم في حديثنا تبين لنا ٢. ان هناك أقواما اخرين معاصرين لنوح ع لم يشملهم الطوفان . فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ ۙ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ .... هنا ننتبه الى كلمة كل النكرة المنونة كأن نقول كل شئ فنقصد جميع الأشياء او نقول كل ذكر فنقصد جميع الذكور بلا استثناء اما كل النكرة المنونة كما في اية الطوفان فهي استغراق و شمول لمعلوم سابق في ذهن المخاطب و هو نوح في هذه الحالة مثال في هذه الاية وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ ۚ كُلًّا هَدَيْنَا ۚ وَنُوحًا هَدَيْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ ۚ وَكَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (84) وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ ۖ كُلٌّ مِّنَ الصَّالِحِينَ (85) وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا ۚ وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ (86) انظر الى لفظة كلا ً في الاية الاولى و الثالثة و لفظة كلٍّ في الاية الثانية إذاً كل النكرة تفيد الاستغراق و الشمول لمعلوم في ذهن المخاطب و هو في حالة اية الطوفان نوح كما قلنا و بالتالي فليس مقصودها كل الكائنات الحية و انما معلوم محدد لا يعلمه الا الله و نوح ... لان القران لم يكشفه لنا و لذا فان نوح لم يحمل معه حديقة حيوانات عائمة و انما مجموعة محددة من الانعام و الحيوانات فقط هذا ما دلتنا عليه اللغة العربية الجميلة
|