صراخ الثعالب في حديقة الموت

 

لا يخفى على أحد من عامة الناس او مثقفيهم ان الثعلب يمتلك مكرا لا يمتلكه أحد وهو على ما يبدو مفهوما خاطئا حينما نقتصر على جعل المكر والدهاء بين قوم الثعالب التي يعرفها كل انسان لأن الانسان وللاسف أحيانا يكون أكثر مكرا من الثعلب نفسه خصوصا عندما يتعامل بمعطيات الموت وروح الانسان البريء الذي يتعرض لحفلات تزهق الارواح فيها بشكل مجاني كل يوم وهو يدفع ضريبة الحياة بسبب اجندات طائفية مقيتة او سياسات ومصالح عمياء لبعض الشخوص الذين فرضوا انفسهم على العملية السياسية في جسد الدولة وبالذات الدولة العراقية لأنها مترهلة بأمثال اولئك البعض الذين يمارسون نفاقا سياسيا قلّ نظيره في التاريخ .

اتحاد القوى العراقية يخرج علينا اليوم ببيان صارخ صادم وهو يوغل في عمق الطائفية وخطابها الأعمى عابرا الحدود العراقية وتاركا وراءه محافظات تمثل قواعدهم الشعبية ترزح تحت نير الاحتلال الداعش واساليب الدواعش القذرة في القتل والتنكيل لأهلنا في العراق من المناطق الغربية ليتجه الى البكاء التراجيدي والاعمى على حلفاء دواعش العراقفي الجانب السوري من أمثال فلول النصرة وداعش وجند الشام آكلي لحوم البشر وقاتلي النفس الزكية وقاتلي بسمة الحياة من وجوه الاطفال والابرياء وعديمي الانسانية في الوقت الذي يعيش ابناء جلدتهم في مدينة الموصل وقبلها في الرمادي وصلاح الدين وديالى حالة من الحياة المعدمة والقتل والتشريد على يد أولئك المجرمين من ذات التنظيم الارهابي تنظيم داعش ،، يقول البيان المملوء بالحقد والطائفية وحالة الخيبة بعد سحق الارهابيين في حلب .

(ان الاخبار المروعة والمآسي التي يعانيها اخواننا هناك انما يندى له جبين كل عربي ومسلم ويستدعي تدخلا عاجلا لايقاف هذه المجازر ولئن كانت موسكو توفر الغطاء القانوني لجريمة حلب في مجلس الامن فان هذا لايمنع من وجود طرق سياسية شتى بديلة عن هذا التواطؤ) ولا اعلم على ماذا تسقط قطرة الحياء والكرامة من جبينهم في حين ان الدولة السورية وأهالي حلب يريدون التخلص من هذا الكابوس الذي جثم على صدورهم ودمر حياتهم كليا ، فأين الغيرة عندما يأتي يأتي الشيشاني والقوقازي والافريقي والاسيوي والسعودي والتونسي والجزائري وغيرهم من كل كل تنوعات العالم البشرية ليقاتلوا على الاراضي السورية ويغتصبوا بناتهم وينتهكوا اعراض الكبار فيهم ألم تكن فيها غيرة عربية ؟ لماذا التعامل بلغة الثعالب الماكرة ومناغمة شيوخ الفتنة من العربان ، ألم تسمعوا ان المجرم الشيخ القرضاوي يهدد من على منبر الحوار وعلى الفضائيات بأنه يريد ان يرمي قنبلة على الشعب العراقي الذي يقاتل ضد داعش أو ان ينتحر في أوساط صفوف القوات الامنية العراقية أليس ذلك ارهابا ايها الثعالب لماذا بلعتم السنتكم وخرستم ولم تردوا عليه في حين ان القوات الامنية العراقية والحشد الشعبي يدافعون عنكم وعن المناطق التي تتربعون على كراسي الاستحقاق البرلماني لهم .

يعود البيان بالقول (ان كتلة متحدون النيابية تدعو الحكومة العراقية الى تحمل مسؤوليتها والمباشرة بسحب المليشيات العراقية الموجودة في سوريا والشباب العراقيين المغرر بهم بالمال والرايات الطائفية الوهمية والا فمعاملتهم معاملة الارهابيين) غريب جدا وعجيب أمر هؤلاء الذين يقولون اننا نمثل سنة العراق كذبا وبهتانا يريدون معاملة ابناء العراق معاملة الارهابيين هذا ان وجد فعلا منهم من يقاتل في أماكن اخرى كما يدعون في بيانهم هذا ونحن نعلم ان أكثر الارهاب وصلنا من الاراضي السورية من معاقلهم في الرقة وحلب التي يتباكون عليها اليوم بعد عودتها لشرعية الدولة السورية ، اليس ذلك تدخلا في الشأن السوري وهذا البيان ينم عن عقلية التوليف الطائفي والتأجيج والانصياع لأجندات التدخل العربي في شؤون دول اخرى ومنها العراق الذي يعاني كثيرا من ذلك .

انه لعب الثعالب في حديقة الموت الخلفية لدولنا العربية التي عبثت بها الاجندات العمياء لفتاوي امثال العريفي والقرضاوي وعلماء السوء والفتنة في دول الخليج .