من لسبعة بنات معيلّهن شهيد بيع وقوده؟ |
في العراق خصوصا.. لاتشكل الكتابة لمن يكتب الالم ومناطقية الحزن اللابث في الصدور والاحداق والعيون ،اي مبعث للفخر او الخُيلاء او شهرة تنبعث من دمعة تسقط كل يوم حتى بدون ان تغادر المآقي... يوم الاثنين29/4/2013...كان هناك إنفجار سيارة مفخخة للمرة المليون بالتضخيم في بعض مناطق العراق وللمرة الكذا عشرات في منطقة إسمها المحمودية جنوب بغداد والمفصل المؤدي لمدينة المجد الحسيني التراثية كربلاء..فلايكاد يمرّ يوم إلا وعبوة او سيارة هناك تنفجر بعد ان نضب ورود البهائم التي كانت تستقل المركبة الوهمية الجنائنية الفضائية من بوابة مطار المحمودية العالمي.. في رحلة العار والغباء المطبق المعروفة. الحصيلة التي تنشرها الصحافة والقوات الآمنية تركز على العددية شهداءا ومجروحين بإصابات جسدية اما الإصابات النفسية والإرباكات في الذات الطفولية او النسائية القارورية فلاتجد لها ذكرا لانها غير مؤثرة في ميزان إحتساب الخسائر!!فهل سينسى الطفل وهو متوجه لمدرسته عصف وجراح وتطاير المشاهد التي تشبه أفلام هوليوود الاكشنية؟ بل وهو يخاف من صوت إنفجار البالون إذا لم تكن حواسه متيقّظة؟ فكيف بكارثة يراها؟ اما النسوة فحّدث ولاحرج... بعد يومين من الكارثة أفتقدت بعض من حولي بالعمل فعلمت إصابة لاخيه في الإنفجار وبتر احد ساقيه وكعادة كل إنسان متقّد المشاعر النقية وهي سمة العراقيين وطبعهم المتجذّر..تعاطفنا معه بكل مشاعرنا التي لاتنتهي سكك آلمها منذ غياب الفاشست لليوم..ولكنه كان حزينا بخصوصية ملفتة للنظر وهو يصّور لي المشهد..حزينا على رجل يبيع الوقود كان اول ضحايا الانفجار فهو يُعيل سبعة بنات! ولامورد له غير هذا الرزق الذي لم يألفه العراقي قبلا بالمطلق فالشهيد كان يعرف الذي ركن السيارة وطلب منه إزاحتها لانه يعرف خطورة بقاء السيارات هناك ولكن المجرم كان يعرف كيف يلّتف على التحذير.. فقال للمسكين إنه جائع! وسيجلب وجبة من الاكل السريع ويعود فصّدقه الرجل الشهيد وإذا به حين توارى يفجّر سيارته فيكون شهيد الوقود اول ضحاياه! وكانوا يأملون حياته ليسألوه عن الجاني ولكن؟ ترك بيتا مؤجرا وترك سبعة بنات لامعيل ولا مورد فقد تألم عليه الجميع ونسوا مصيبتهم فهل تنتبه لهم الدولة؟ هل تعطيهم بيتا وموردا معاشيا شهريا يكفيهم تذّكر ذاك الذي كان في لهيب الشمس التموزية وبرد الشتاء القارص ، يكّد لهم وغادرهم صباح يوم إستشهاده ربما دون وداع لعيون بناته؟ أما آن لألام العراق أن تسكن؟ أما ملّت الجراح من النزف المستمر في أحشاء كل غيور على الوطن؟ أما هدأت روعة الآهات والحسرات في نفوس العراقيين؟ سيغادرنا الصبر حتى في ثبات نفوسنا على موجة حزائنية ترنيمية.. إبحثوا عن اهل هذا المظلوم كفكفوا دموع بناته السبع وزوجته فهو ذو رزق كفيف عفيف يوما بيوم ولن أستغرب إذا عرفت أن الشرفاء هم دفنوه وهم أقاموا له سرادق الفاتحة.فمن سيتصدى؟ |