ما بين حلب و اليمن تظهر واقعيّة العالم |
لقد أثبتت الدوائر الأستخبارية الغربية وكذلك حكوماتها بأن الكثير من المقاتلين قد انتقلوا من بلدانهم الى سوريا لغرض القتال بالإضافة الى الشيشانين والباكستانيين والتونسيين وغيرها من البلدان التي اعترفت رسمياً بوجود مقاتلين من جنسياتها تقاتل في سوريا ، وقد وضعت الولايات المتحدة الأمريكية جبهة النصرة في قائمة المنظمات الإرهابية وهي فرع من القاعدة التي يعتبرها العالم بأجمعه على إنها المنظمة الأكثر إرهابية في العالم وهي الملاحق أعضاءها من جميع الأنظمة العالمية ، وجبهة النصرة الفصيل الأكثر عدداً المتواجد في المنطقة الشرقية من حلب بالإضافة الى منظمات إرهابية أخرى أقل شعبيةً وشهرة ً، أي منظمة إرهابية على المستوى العالمي ، ولكن بين ليلة وضحاها أصبحت هذه المنظمة ومن يلتف حولها من إرهاب كالطفل الرضيع في أعين العالم ومجلس الأمن ، وأصبح الإعلام العالمي كل همه كيف يخرج هؤلاء الإرهابيين بصورة إنسانية مستضعفة حتى يتم إخراجهم من حلب سالمين معافين ، بل أصبح مجلس الأمن الدولي في حالة اضطرار واجتماعاته في كل ساعة من أجل إصدار القرارات لإنهاء الحصار الذي فرضه الجيش السوري على الإرهابيين ، وفي اليمن يشاهد العالم بأم عينه كيف تقوم المجازر تلو المجازر بالمدنيين الأبرياء بمختلف الأسلحة المحرمة دولياً وقد أثبتت هذا جميع المنظمات الدولية بما فيها الأمم المتحدة ، ولكن مجلس الأمن قد شطب من ذاكرته شيء اسمه شعب اليمن يعاني الإبادة الجماعية من قبل دول معتدية ومجاميع إرهابية جمعها الدولار النفطي ،فهذه اليمن بكل شعبها محاصر منذ سنة ويعاني أسوء كارثة إنسانية عرفتها البشرية ولكن الحكومات الغربية لم يهتز لها ضمير أو قلب من أجل طفل أو أمرآة أو شيخ كبير يقتل بدم باردة بأرض الحضارات اليمن ، وأما وسائل الإعلام العالمي قد أضاعت أو شطبت من خرائطها دولة أسمها اليمن يعاني شعبها من مجازر يومية حقيقية وليس مفبركة ، فأن الصورة ما بين حلب واليمن تعكس الحقيقة الواقعية للعالم وما يفكر فيه ، فالمصالح هي التي تغير الإرهاب الى حمل وديع مستضعف يجب أن ينقذ والطفل والمرأة المستضعفة والشيخ الكبير الى إرهابيين يجب أن يبادوا ويقتلوا ، وليس هناك مبادئ إنسانية حقيقية بل مصالح شيطانية من أجل تحقيقها تغير كل الحقائق وترسم لها الصورة المفبركة ، لهذا فأن الذي يجري في حلب واليمن صورة واقعية لمبادئ الحكومات العالمية وفي مقدمتها الغربية التي تعتمد على المصالح التي حولت مقاتلة الإرهاب الى مأساة إنسانية وإبادة شعب بكامله الى محاربة الإرهاب . |