مطلوب شعب للمالكي!

 

في خطابه أمس (الأربعاء 1 أيار 2013) أمام مؤتمر لرؤساء العشائر، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي إن المسؤول يجب أن يمثل الجميع، لا أن يمثل طائفته أو قوميته، منتقدا من سماهم المسؤولين الذين يتحدثون بإسم الطائفة أو المكون الذي ينتمي اليه، وقبل أن يكمل المالكي جملته قال: إذا نشبت حرب أهلية في العراق، فلا أحد سيكسب هذه الحرب "لا هم (في إشارة الى مكون المحافظات المنتفضة)، ولا نحن (في إشارة الى المكون الذي ينتمي له رئيس الوزراء)، ولا الكرد"!.
بهذه الطريقة يقود المالكي العراق، فهو يتهم الكل بالطائفية ومحاولة تمزيق العراق، لكن نظرة على خطاباته الرنانة نجده أول من يكرس هذا المفهوم بين الشعب، ويحاول في كل مناسبة أن يذكرنا بالحرب الطائفية وكأننا امام برنامج "كي لا ننسى"، الذي كان يعرضه التلفزيون العراقي قبل العام 2003.
وبنفس الصيغة المتناقضة، تقول صحيفة "انترناشنال هيرالد تريبيون" الامريكية قبل أيام: إن المالكي يدعو المتظاهرين الى الحوار، لكنه يتعهد في نفس الوقت بإنهاء اعتصامهم بالقوة، وقام بذلك بالفعل مع ساحة اعتصام الحويجة!.
يقول المالكي في مناسبة أخرى إن حرية الإعلام في العراق مكفولة، وفي نفس الوقت تغلق فيه هيئة الاتصالات والاعلام التي يسيطر عليها المالكي 10 قنوات إخبارية!.
يؤكد المالكي إن العراق دولة ديمقراطية يحكمها صندوق الاقتراع، لكنه يقول وبصوت عالي "ما ننطيها"!.
يدافع المالكي عن إن حكومته تحمي حقوق الإنسان في العراق، ويمنع هو شخصيا انتهاكها، لكنه يخرج لنا في تسجيل مصور يدعو فيه القوات الأمنية في بغداد الى شن حملات "تفتيش عشوائية" على منازل المواطنين.
بهذه العقلية المتناقضة في القول والفعل، تَعَوَدَ المالكي أن يحكم العراق، منذ 7 سنين، ويريد أن يجدد لنفسه أربع سنين أخرى.
وهكذا يبدو إن منطق المالكي هو السائد الآن بين العديد من أصحاب المنابر الإعلامية..
أمس وبالصدفة قرأت موضوعا لأحد "وعاظ السلاطين" كما يسميهم عالم الإجتماع العراقي المرحوم علي الوردي، من الذين يحاول بمناسبة ودونها أن يظهر قربه من رئيس الوزراء، قال في صفحته على الفيس بوك، إن فشل العراق وأزماته المتكررة ووقوفه الآن على شفا الحرب الأهلية لا يتحملها المالكي بل البرلمان العراقي، ودعا الى تغيير رئيس البرلمان لكي ينهض العراق ويتجاوز مشاكله السياسية والأمنية والخدمية.
ومن بين الاقتراحات التي يقدمها ذلك الواعظ لحل مشكلة العراق، أن يعود محمود المشهداني أو أياد السامرائي لقيادة البرلمان، دون أن يقول إن المشهداني والسامرائي عملا لسنين مع المالكي الذي يملك كل السلطة التنفيذية ويسيطر على السلطة القضائية وعلى مفاصل مهمة من السلطة التشريعية دون أن يحقق للعراق أي مكسب يمكن أن يحسب له ولتلك الفترة.
يا أيها الواعظ..
برغم محاولتك إقناعنا إن المشكلة في غير المالكي، إلا أن الوقائع تقول: إن المالكي جرب 3 رؤساء للبرلمان، ومن ثلاث محافظات عراقية؛ المشهداني (من بغداد) والسامرائي (من صلاح الدين) والنجيفي (من نينوى) ولم ينجح في تحقيق شيء للعراق، أو كما قال أحد المعقبين على موضوعك: "يبدو إنك تحاول أن ترهم للمالكي رئيسا للبرلمان، فقط لكي يبقى رئيس وزرائك في منصبه".. وهنا أزيد: لماذا لا تجد (أيها الواعظ) للمالكي شعبا جديدا غير الشعب العراقي الحالي، لربما ينجح "صديقك" رئيس الوزراء مع الشعب الجديد!