التسويات في الشرق الأوسط ..العراق أين؟
تدخل منطقة الشرق الأوسط سنتها السادسة، وهي تعيش انعكاسات ما يسمى بالربيع العربي، وما حمله من متغيرات إقليمية ، من خلال حكومات  مرتبطة بقوى عظمى، تحاول السيطرة وفرض نفوذ في مناطق جديدة، وصلت شدتها في سوريا، حيث تصارعت قوى إقليمية مثل السعودية وإيران، وقوى عظمى مثل روسيا وأمريكا ، أنتج حرب عالمية ثالثة تدار بالوكالة، لفرض هيمنة وإرادة تجار المال والنفط.
بعض الأنظمة صورت هذا الصراع على انه طائفي، وغذته بخطاب يتناغم مع بعض ضعاف النفوس، وأصحاب العقيدة المنحرفة، لتحقيق غايات إستعمارية، كانت نتيجتها (داعش) ذلك الوحش الذي لا يقهر! كما صوره الإعلام الغربي والعربي، أخذ ينتشر كما تنتشر النار بالهشيم، لتسقط مدينة تلو الأخرى، حتى عبر حدود الدولة.. وبدا يتغلغل بين البلدان كالسرطان.
بتاريخ ٩حزيران لعام ٢٠١٤ أعلن عن سقوط أول مدينة عراقية، بيد عصابات داعش الإرهابية، ثم توالت المدن، يرافقها تهويل إعلامي، وتخاذل قيادات في الجيش، لتصبح داعش على أبواب بغداد، دخل الذعر والخوف سكان العاصمة، أمسى الإنهيار وشيكا! ..هنا نادت المرجعية الدينية العليا، في يوم الجمعة المصادف ١٣ حزيران لعام ٢٠١٤، من منبرها في كربلاء، فَرِيضَة الجهاد الكفائي، الذي أشعل الغيرة والحمية في قلوب الشباب الوطني، هب على أثرها ملايين تلبية لمرجعيتهم، دفاعا عن وطنهم ومقدساتهم.
المنطقة تمر بمخاض عسير، سيولد على أثره حكومات وتسويات ومعاهدات جديدة، يفرضها المتخاصمون الكبار، ليطبقها الصغار، لبنان كانت الاولى في التسوية والاتفاق على العماد ميتشيل عون رئيس للجمهورية والحريري رئيساً للوزراء، ثم تلتها التسوية اليمنية، التي ستدخل مرحلة المحادثات بقيادة بريطانيا العظمى والسعودية والإمارات والمبعوث الاممي في اليمن، سبقتها بأيام تسوية حلب، التي دخلت حيّز التنفيذ قبل أسبوع، صور تبعث رسائل إيجابية عن نهاية دوامات العنف في المنطقة حسب القراءات الظاهرية، كون المنطقة نزفت من المال والرجال الكثير.
العراق؛ يدخل مرحلة جديدة من إنتصاره العسكري، على خلايا الظلام الداعشية ومرتزقة البعث الصدامي، ليعلن عن نهاية هذا الكابوس مع بداية أعياد رأس السنة المجيدة، من ناحية السياسية هناك بوادر أمل، بعثها التحالف الوطني بقيادته الجديدة، وهو يخط تسوية بأيادي عراقية مستقلة، تريد الخير لهذا البلد، بعيداً عن سنوات الضياع والدمار والخذلان، تسوية وطنية تاريخية، يجتمع عليها كل الوطنيون، خارج مُسمى الطائفة والقومية والعنصرية، تحفّظ بها العباد والبلاد، تحت إشراف أممي، برعاية الاتحاد الأوربي، الذي تبنى تقريب وجهات النظر بين الفرقاء، وِإعادة اللحمة لأبناء هذا الوطن الجريح..
كل الجهات أرسلت ورقتها الى ممثل امّم المتحدة، وسندخل مرحّلة؛ التنازلات، الضماناتُ، التطميناتُ المتبادلةُ... 
المنطقة تطفو على بحر دماء نزفتها، على مر سنوات الماضية بسبب صراع؛ ظاهره طائفي، وباطنه صراع نفوذ وتوسيع الحلفاء، تقوده؛ دول عظمى روسيا وصين وإيران، تقابلها أمريكا بريطانيا والسعودية، دفع ثمنها الشباب العربي المظلوم.
نتمنى ان تكون هذه التسويات، هي نهاية نزيف الدم العربي، لتتعض منها حكومات المنطقة الجديدة، والمتأرجحة، كي نعلن بداية البناء والتطور لبلداننا وشعوبنا.
إذا الشعب يوما أراد الحياة ... فلا بد أن يستجيب القدر
ولا بد لليل أن ينجلي...  ولابد للقيد أن ينكسر
 ومن لا يحب صعود الجبال .يعش ابد الدهر بين الحفر.