تأسس الحزب الشيوعي العراقي في العام ١٩٣٤م ونجح الحزب في مد خلاياه لتغطي اغلب المدن والمناطق العراقية ، وبالخصوص بين المجموعات الاثنية الصغيرة كاليهود والمسيحين والكورد والتركمان والصابئة واليزيدية وغيرهم ، وكذلك { الشيعة الاثني عشرية } .. أولئك الذين عانوا الاستبعاد داخل النظام السياسي العراقي الحاكم - وهم الأغلبية السكانية - وقد يستغرب البعض لماذا قادة الحزب كسلام عادل ( حسين الموسوي ) وحسين الشبيبي من النجف ، المدينة الدينية المقدسة وفيها الحوزة الشيعية الاولى في العالم ( حيث المرجع ابو جعفر الملقب بشيخ الطائفة الطوسي المتوفي سنة ٤٦٠ هجري ) وهو المؤسس الاول لحوزتها.. لقد لقيت الأفكار اليسارية رواجاً في المناطق الجنوبية في بداية العشرينات وذلك لسببين : الانتشار الواسع لمشاعر السخط ، والاستبعاد والظلم ومشاعر الغبن والتهميش والنظرة الدونية للغالبية الشيعية ووجود الادبيات الشيوعية وتوفرها ، ومن المؤكد ، فان خليطاً من عدم الرضاوالتهميش التي استشعرها الشباب الشيعي ، في مواجهة نظام سياسي تتحكم به أقلية نخبوية ( عثمانية الهوى والجذور من الأقلية السنية ) ، وشيوخ أثرياء وملاك الاراضي من الشيعة ، ربما ساهم في دفع هذا الشباب الى الحركة الشيوعية .. وكأمثلة على التهميش والاقصاء للشيعة ، ففي سنة ١٩٢٧م .. السلك الدبلوماسي العراقي لايوجد فيه الا شخصان شيعيان فقط .. وان من بين ثمانين ضابطاً رفيعاً في الجيش العراقي ، فان هناك ثلاثة فقط من عوائل شيعية ، بينما يشكل ابناء العوائل الشيعية تسعين في المئة من جنود الجيش العراقي .. علاوة على ذلك كانت النجف تضم ثاني اكبر عدد من الشيوعيين بعد بغداد بين ١٩٥٢ و ١٩٥٣م فانه لم يكن هناك اي شيوعي في منطقة الفلوجة السنية ، وقد نقل بدر شاكر السياب ، الذي عمل في الرمادي والفلوجة بين عامي ١٩٤٩- ١٩٤٨ بانه لم يقابل اي شخص من المنطقة ممن يعرف اي شيء عن الشيوعية ! ولماذا نذهب بعيداً في التاريخ كم قائد فيلق او فرقة عسكرية شيعي او مدير جهاز في المخابرات والأمن الخاص وفي السلك الدبلوماسي من الشيعة في عهد المقبور ؟! وزبدة القول ياسادة كان الظلم والتهميش والاقصاء التاريخين لشيعة العراق وليس لسنته العربان الأقلية !
|