محمد ابن عبد الوهاب قتل كارلوف!

 

اذ المنطقة تتوجه لمشروع تسوية عابر للازمات، يلتقي فيه المختلفون في نقطة وسط يتنازل فيها جميعهم عن بعض من حقوقهم، من اجل لملمة الأمور وحلحلتها، تطل علينا تركيا بسيناريو مقتل السفير الروسي في انقرة، برصاصات يقول مطلقها انها وهابية! عن طريق هراءه الذي أطلقه مع إطلاق النار.

الامر الذي سيعقد ويأزم الخطاب بين المثلث الروسي الإيراني السوري من جهة وتركيا من جهة أخرى، مما يعود بالمنطقة الى المربع الأول، ويبعدها عن مشروع التواد ونبذ الخلافات، الذي وصل الى طريق حل نوع اما بعد تحرير حلب، ووقف إطلاق النار فيها.

سؤال يصعب التكهن بإجابته، هل تركيا فعلا قتلت السفير؟ أم سيكولوجيا التطرف الديني لها اليد الطولى في مقتله؟ العبارات التي أطلقها ذلك الشاب العشريني المتطرف توحي الى اجندات وقفت خلفة وغررته بسموم طائفية، ولا تنجو تركيا في كل الحالات لان الحادثة بلا شك عكرت المزاج الروسي وحلفائه، وستبدأ مرحلة صراعات لاسيما بعد ان يؤيد مجلس الامن الروس بإستنكاره الحادثة.

تشير كتب تاريخية ان اندلاع الحرب العالمية الأولى (1914)، كان سببه مقتل ولي عهد النمسا وزوجته في مدينة سراييفو على يد أعضاء منظمة اليد السوداء الصربية، فهل يا ترى ستفتح حادثة اغتيال كارلوف اثاراً عسكرية على المنطقة؟ او تغير التحالفات الدولية، ام سيكون حدثاً عابراً كإسقاط الطائرة الروسية عام (2015).

اعتقد ان العمل لم يكن ارهابياً، كون العمليات الإرهابية لها طرقها المعتادة ولتكن احزمة ناسفة او سيارات مفخخة تطال مجموعة، مما يبعد خيار ان الحادثة عمل إرهابي لا علاقة لتركيا فيه، وفي كل الحالات المنطقة ستشهد توتراً يلقي بآثاره على مشروع التسوية الاممي، الذي تسعى اليه جهات دولية لحلحلة الصراعات الحاصلة في المنطقة، مما يؤثر سلباً على العراق الذي تنخره مصالح وتدخلات إقليمية ودولية.

خلاصة القول: اليد الوهابية كانت حاضرة في عملية الاغتيال، اما بتجنيد من الحكومة التركية، او كردة فعل على هزيمة حلب او غيرها، وبهذا فأن من قتل كارلوف هو محمد ابن عبد الوهاب.