هذا هو الاستعمار فلا تتوقعوا منه أكثر من ذلك

 

منذ أن خلق الله الخلق ، الشر والخير يتقاتلان ولا يترك الشر طريقة أو خدعة إلا واستعملها من أجل خداع الناس بأفكاره وخططه الشيطانية ، حتى يصل الى مبتغاة لاستعباد الناس والاستحواذ على ثرواتهم وما يملكون ، فالعالم الغربي شعاره محاربة الإرهاب والقضاء عليه وملاحقته اينما كان ، هذا يتحقق في بلدان الغرب أما في الشرق والبلدان الإسلامية فالإرهاب يحتضن ويدافع عنه ويغذى مادياً وعسكريا وإعلامياً ، حتى يكون اليد الضاربة للغرب في مجتمعاتنا الشرقية ويكون كالجيوش الغازية للأراضي الإسلامية ويصبح كالمطرقة التي تضغط على الرؤوس الواعية ، فيبكي الغرب على قادة الإرهاب والإجرام في حلب ويعقد مجلس الأمن اجتماعات بلا عدد من أجل إنقاذهم ونقلهم من الموت الى أراضي توفر لهم الأمن والمستقر والتخطيط من أجل تدمير المجتمع ، قد دخل العالم أيام في حالة اللاوعي والمراقبة لما يجري في حلب من مجازر مفبركة أنتجتها وسائل الإعلام المختلفة المدعومة من حكومات مجلس الأمن المتبنية لحقوق الإنسان واحترام القانون ؟؟ ، وشعب اليمن المسالم في أرضه وأسواقه تذبح به طائرات التحالف السعودي المحملة بقنابل وصواريخ  حكومات الغرب المسيطرة على مجلس الأمن ، لم يفكر هذا المجلس الملعون في يوم من الأيام أن يجلس ويناقش مذابح البشر التي يقوم بها آل سعود في ابناء صعدة وصنعاء ولا يرتقي أن يصرح بكلمة تستنكر أو ترفض قصف الأطفال والنساء والشيوخ وحتى الجرحى والمرضى في المستشفيات والطلاب في المدارس ، وحتى مسلمي ميانمار الذين يتعرضون للإبادة العرقية من قبل البوذيون وتحت أنظار ودعم الحكومة البورمية لم نلحظ أي تحرك لمجلس الأمن أو الأمم المتحدة لوقف هذه المجازر أو حتى رفضها واستنكارها ، وكأن البشر غير البشر والقوانين لها خصوصياتها ومناطقها وتطبيقاتها والحقوق لها شعوبها ومجلس الأمن حكومة الأقلية في العالم ، تقوم باضطهاد الأغلبية (أغلب شعوب العالم) من أجل إسعاد الأقلية (الشعوب الغربية) ، فمجلس يقوده قادة الغرب ماذا يتوقع منه أن يفعل وهو الذي يخطط ليل نهار من أجل سرق خيرات الشعوب ، وغايته لا تتحقق ومخططاته لا تنجح إلا بإضعاف الشعوب بهذه الحروب الطاحنة التي تحرق الأخضر واليابس ، وكلما كثر القتل وعم الدمار امتلأت صدورهم بالسعادة والارتياح لأنهم قد وصلوا الى مبتغاهم في السيطرة والاستعباد وسرقة الثروات ، فهذا هو الاستعمار فلا تتوقع منه أكثر من ذلك