أعلان موسكو ... ماذا عن الأبعاد والتداعيات!؟
 
 
على وقع ما يجري بشمال سورية " حلب "  يجتمع لأول مرة وبصفة "علنية " الروس والإيرانيين والاتراك  على طاولة واحدة لوضع حلول وخارطة طريق تضمن نهاية سياسية  للحرب على سورية ، ورغم بعض الحديث والتحليل غير المتفائل الذي ابداه البعض بخصوص هذا الاجتماع على وقع خبر اغتيال السفير الروسي في تركيا ، الا أن الواضح هو نشوء حالة من التقارب بين الروس والاتراك والايرانيين  بخصوص الملف السوري وطرق  معالجته ، وهذا ما أفرز بدوره ما يسمى بـ"أعلان موسكو " ..وهو عبارة عن خارطة  طريق سياسية تضمن الوصول إلى حل سياسي  للملف السوري .
 
 
 
الروس وبدورهم يبدو أنهم سئموا من مماطلة الأمريكان  أو بالاحرى عدم رغبتهم بالوصول إلى توافق ما أو صيغ ما تضمن  الوصول إلى تفاهمات مشتركة تفضي بالنهاية  إلى وضع  خارطة طريق  توصل إلى خاتمة سياسية  للملف السوري ،وحتى مع وصول ترامب لسدة البيت الابيض،فالروس تيقنوا أن قرار أمريكا باستمرار الحرب على سورية لايستطيع تغييره ترامب بدون موافقة المؤسسة العميقة الحاكمة بواشنطن ،والتي مازالت بدورها تراهن على استمرار الحرب بسورية  ،وهو ما يخدم بشكل أو بأخر مصالحها بسورية والمنطقة بمجموعها .
 
 
الروس بدورهم  وبعد أن سئموا من مماطلة واشنطن  ،قرروا الذهاب  باتجاهات أخرى ، بمحاولة تقريب وجهات  نظر القوى الاقليمية  المؤثرة بشكل كبير بالملف السوري ،ونجحوا إلى حد ما بتقريب وجهات النظر بخصوص الملف السوري بين الاتراك والإيرانيين ، وهذا بالطبع سيتم دون التأثير على استراتيجية كل بلد في المنطقة العربية والإقليم ككل ، رغم أن هناك اختلافآ في تعاطي أنقرة وطهران في التعامل مع الحرب على الدولة السورية، ولكن هذا لاينكر أن هناك تنسيقا وتبادلآ للزيارات ووجهات النظر بشأن هذا الملف، بالمحصلة نجحت موسكو بعقد اجتماع ثلاثي "روسي – إيراني – تركي "تضمن تعهد مجموع هذه القوى الدولية والاقليمية بإطلاقِ مفاوضاتٍ سياسية شاملة بين الحكومة والمعارضة السورية بناءً على القراراتِ الأممية، ووقفٍ شامل لاطلاق النار بالاضافةِ الى تعزيز الجهودِ الانسانية.
 
 
 
وعلى محور أخر ،فقد شكل هذا الاجتماع صفعة قوية لواشنطن ، التي أبدت امتعاضها من عقد هذا الاجتماع بموسكو ،ومن الصيغ التوافقية التي اجمع عليها المجتمعين بموسكو في ظل غياب الطرف الأمريكي عن هذا الاجتماع وعن قراراته "العلنية والسرية "وهذا ما أكده بيان وزراة الخارجية الأمريكية الذي قال :" أن واشنطن، واستنادا إلى نص البيان الختامي لاجتماع موسكو، تعتبر أن هذا اللقاء يخرج عن نطاق عمل المجموعة الدولية لدعم سوريا، موضحا أن الدول الـ3 لا ترى في اجتماعها جزء من المشاورات الطبيعية للمجموعة التي لا تزال قائمة، كما قرار مجلس الأمن الذي أسسها".
 
 
 
 
ختامآ ، يبدو واضحآ أن "أعلان موسكو "بتوقيته ونتائجه وتداعياته ،سيكون علامة تاريخية فارقة بمسار الحرب على سورية ، وهو ما سيفتح الباب مستقبلآ لتطورات هامة سياسيآ وعسكريآ "ملف مكافحة الإرهاب في سورية " ،وهذا بدوره سيعجل من وضع حد للمأساة التي عاشها الشعب السوري منذ ستة أعوام مضت.