أثناء ذهابي للسوق, لشراء بعض الأغراض المنزلية, تفاجأت بضجة كبيرة, محورها مقتل السفير الروسي. فرأيت الشارع أصبح عبارة عن, أستوديو تحليلي, لوصف مسببات الحادث وملابساته ونتائجه. ماأبقاني أستمع مجبراً, ريثما ينتهي صاحب المحل, من شرح رؤيته التحليلية, وأعطائي ماأريد. فأحتدم النقاش وتصاعدت وتيرتهُ, بكلام شديد اللهجة. فكرت بالذهاب والبحث عن محل أخر, حتى لايحدث معي, ماحدث في المرة السابقة, أثناء دخولي بنقاش معهم, حول مشروع التسوية الوطنية, والذي لولا مساعدة الله, ودخول الخيرين لحل المشكلة, لكنت الأن في المشفى, أعاني كسوراً مضاعفة, سببها أختلاف الرأي. غير أني لم أستطع الذهاب, لأعطائي المال لصاحب المحل. فأخذت جانب الحياد, أستمع بصمت, أومأ برأسي تارةً, وأنظر مبتسماً تارةً أخرى. الغريب أن خطاب صاحب المحل وزبائنه, كان شديداً, أختلف مابين من يتنبأ بضربة نووية روسية, وبين من يتكلم عن قصف جوي, للبنى التحتية التركية, وأقلها حدة, الرجل الذي تنبأ بأنزال جوي, على المبنى الرئاسي, والوزارات السيادية, وقتل من فيها جميعاً. وأصعب لحظة, عندما ألتفت الي الجميع, وقالوا مارأيك أنت؟. فقلت على خجل وخوف وأستحياء, أن مصالح الدول العليا, أكبر من قتل السفير, ومن يقف معه, وحتى الجد السابع عشر. فأحمرت وجوههم غضباً, حتى سجل أنزيم الأدرينالين, في أجسادهم أقصى معدلات أرتفاعه, ثم قالوا لي بصوت واحد, أخرس أيها الأنبطاحي هذه روسيا العظمى. ألست أنت من تنادي, بمشروع التسوية الوطنية؟. ماهذا الفكر الأنبطاحي الذي تحمله؟. فألتزمت الصمت, ولم أجب بكلمة واحدة, خوفاً على عظامي. ثم أخذت ماأريد وذهبت, أحمد الله على سلامة وصولي للبيت. وبعد يومين وفي نفس المحل, رأيت الأستوديو التحليلي المعتاد, ولأني قليل المتابعة للأخبار, لم أشاهد الخطاب الروسي , الذي شدد على تقوية العلاقات, مع تركيا, وعدم تأثير هذه الحادثة, على مستقبل العلاقات بين البلدين, التي تسير نحو الأزدهار. فسألوني مارأيك الأن بالحادث؟. فأجبتهم أن روسيا ستحرق تركيا, وتمزقها تمزيقاً, لأتجنب النقاش وأعود مسرعاً. فقالوا لي كيف هذا؟ ألم تسمع الخطاب الروسي؟ أجبتهم لا. فقالوا والأن مارأيك؟. فأخذت دقيقة من الصمت لأفكر, كيف سأخرج من هذا النقاش. ثم أجبتهم أن هذا أنبطاح روسي كبير. فقالوا وبصوت واحد, بعد أن أحمرت وجوههم غضباً, كلا, أن المصالح العليا, أكبر من أي شيء أخر, هذه دول عظمى, تعلم كيف تصنع سياسات قوية, تجلب الرخاء والأستقرار لأوطانها. صدمني جوابهم, ماشجعني أن أقول لهم, ومارأيكم الأن بالتسوية الوطنية؟. فقالوا لي مجتمعين, أخرج أنت أنبطاحي.
|