شيء عن الاحمر المثير





1
بقي هذا الأحمر عبر تأريخته الغير محددة يمثل حافزا لذيذا لدي الآخر المتمتع في المشاهدة أو الممارسة الطقسية وأي كان المقدار الذي يمنحه هذا اللون والمكان والمنثور عليه فان القيمة الإنسانية له تتحد في اعتبارات ما يمكن أن نضع تصوراتنا للحظة التي يكون فيها موجدا وليس بالمحتم أن يكون وجود هذا اللون مثار للشهوة فهو أيضا يغطي مساحة الشفتين بشيء من البراءة وحسن النية، لان المرأة حتي في عفتها تحتاج لما يثبت إنها جميلة...!

2
لقد كان كاسترو يري في مارنو فتنة استعمارية وتدخين سيجار فاخر لأجلها أمر ضروري.وفي عالمنا العربي مثلت الممثلة المغرية هند رستم مشابها شرقيا لمارلين مارنو وكانت فتنتها المغرية وقبلاتها اللاهية تهيج في الوجدان العربي المكبوت رغبات لا تحصي منها الارتماء في ثقافات اللامنتمي والوجودية والماركسية . ومع هند رستم ظهرت ناديا لطفي وزبيدة ثروة ومريم فخر الدين وغيرها من العصر الذهبي لمشاهد لقطات التقبيل في الأفلام العربية .

3
يعطي لهذا الأحمر تفوقا بين الألوان ويجعله يمضي بعيدا في عميق الإحساس البشري ليكون لونا يدخل في تابوهات كثيرة مكشوفة وسرية، ولكنه في حقيقته يبقي اللون الحياتي الأشد سخونة والذي لا يأتي بمبررات اليوم العادي كما بقية الألوان بل يأتي وفق الطقس الغير عادي. فالمرأة عندما تضعه بلمسة هادئة علي مساحة شفتيها فإنها تقيم لوجدها ورغبتها طقساً غير مألوفاً. كأن يكون موعد حب أو انتظار زوج قادم من جبهة حرب ..!

4
يدخل الأحمر في صلب البحث عن الأحلام المشروعة للبشر ومنها الحرية وهو أكثر الألوان تعلقا بالشأن السياسي ويكاد يشكل مع الأبيض نقاء في المواقف، فالأحمر يعني العنف والدم واليسار المتطرف والتضحية والغضب، فيما الأبيض هو السلام والأمن والهدوء والصفاء. ولكن الأحمر بين الشفتين يظل معناه واحد أن يمنح المرأة فتنة وجاذبية وجمالا ...!

5
إن التشكيل الأحمر في الوجه الأنثوي يقودني في تلك المرئيات المكتوبة في ذاكرتي عن سحر هذا اللون إلي التفكير دائما بتاريخية هذا الطقس ولماذا أرادت المرأة أن تزين هذه المنطقة بهذا اللون القوي (الأحمر) فهو يشكل في أطيافه نسيج من متقلبات كثيرة ودائما هو يشكل مع الأسود اللون الأقرب إلي الموت. (الطعنة، الجرح، الخيبة الخجولة، العنف، نذر الشاة المذبوحة، كلهم ينتهون إلي الأحمر)..!