ضرتان في حزب الدعوة وثالثهما موجود

واخيرا طفت على السطح خلافات الضرتين المالكي والعبادي امام زوجهما حزب الدعوة وعدد كبير من الضيوف الذين جاءوا امس للاحتفال بمرور 60 عاما على تأسيس هذا الحزب.
ويبدو ان هذا الحزب لايستطيع سوى انتظار ذكرى تأسيسه ليقوم امينه العام بالردح لبعضهم ويقوم البعض بدورهم للردح له ، اما العراق فهو فاصلة بين سطرين يمكن ان تحذف في اي وقت لأنه يقع في الواق واق.
لنقرأ بعناية بالغة ماقاله العبادي في هذه الاحتفالية ولكن قبل ذلك يجب ان تتذكروا ماذا كان يحدث ايام الطفولة في المحلة من معاداة كل مجموعة مع بعضها البعض:
"علينا أن نحافظ على الأصالة ونبتعد عن البحث عن المناصب، وعلينا التنازل عن الامتيازات وهذا جزء من التقرب لتلك التضحيات التي قدمها الشهداء في زمن النظام السابق.
في هذا الايجاز قدّم العبادي رسالة واضحة للمالكي يقول فيها "بس عاد ماشبعت مناصب،خلي ندير بالنا على الشعب شوية" رغم ان الكثيرين لايعرفوا مالمقصود بالنظام السابق فهل هو النظام الذي قبله ام الذي قبل قبله.
ولكن المالكي لم يسكت على هذه "البسامير" وخصوصا وهو الامين العام للحزب اذ قال"
"أتمنى أن لا يجر البعض الى معارك بينية ومشاكسات بين هذا وذاك، ويجب أن نهزم كل من يريد ان يجر العراق الى صراعات جانبية، كما أتمنى أن لا نفتح معركة مع أي طرف شريك لنا في العملية السياسية، لان معركتنا مع داعش فقط".
يمكن لنا في هذه الكلمات الموجزة التي القيت من الضرتين نستشف صراعا خفيا قد ظهرت بعض شراراته على السطح مؤخرا.. هذه الشرارات ستكون اولى الكوارث على الفقراء اذ سيسعى الهوامير الى قلب الطاولة ويبدأ تحرك كل هامور مع ميليشياته الى ساحة المعركة حيث الرابح هو الاقوى والخاسر في جميع الاحوال هو شعبنا.
ستشهد الايام المقبلة صراعات مريرة وسيتشظى هذا الحزب الذي لم يستطع كسب فقير عراقي الى جانبه الا باعطائه "سند طابو لقطعة سكن مزورة".
الطلقة الاولى في هذه المعركة اطلقها العبادي الذي يعتزم تشكيل كيان انتخابي يحمل اسم"التحرير والبناء" ويحاول استقطاب العديد من الشخصيات التي يعتقد انها تؤازره فيما يذهب اليه.
ويبدو ان "زعل" الضرتين مع بعضهما لايمكن اصلاحه بسهولة الا بعزل المالكي (يارب) او الانشقاق عن الحزب (مرة ثانية يارب).
علي الاديب قدّم الى الامانة العامة للحزب التماسا الى الحزب ليكون "ضرة "ثالثة كاشفا عن محاولته تأسيس كيان سياسي بقيادته بعد امتناع الدعوة بجناحيه عن دعمه لترؤس التحالف الوطني والانحياز الى رئاسة الحكيم.
كما فعل إبراهيم الجعفري بعد الإطاحة به من رئاسة الحكومة في 2006.
شفتو شلون الكراسي اغلى من المواطن العراقي.