توالي الأعوام… العبرة والأحلام

 

نعيش هذه الايام نهاية العام ..

 

وعادة ما تكثر الاحلام في هذه الايام …

 

وتاتي الامنيات مقرونة بالتفاؤل ، ولا مجال  فيها للتشاؤم ..لأن الانسان يتمنى الأحسن ، أويتطلع الى التخلص من الحالة التي يشكو منها ، ويئن تحت وطئتها…

 

ولكن ماذا يعلمنا  توالي الاعوام ..؟..

 

ذلك هو المهم ..

 

وتمنيات العام يشترك فيها  كل العالم  … الغني والفقير  ..الشيخ والصغير..المريض والسليم ..العالم والجاهل …الرئيس والمرؤوس ..

 

تمنيات كثيرة وأحلام معلقة برجاء التحقق للخلاص من معاناة  مثلا  كانت تشكل ضغطا على (المتمني) في عامه الماضي  ، من عوز وفقر أو مرض او بطالة  وغيرها ، بما فيها الاحلام الشخصية ، أو (أحلام  الزيادة) عند أخر..  طموح بزيادة في السعادة ، والرزق ،  والعلم  ، فلكل إنسان آمنية ، تراوده ويتطلع الى تحقيقها ..

 

 ومن التمنيات ما تصلح أن تكون استطلاعا واقعيا يساعد صاحب القرار في معرفة نبض الشارع ، ومعاناة من يعاني لاجل إيجاد حل لها … ليعرف ماذا يريد (المتمني ) ، والحالات الضاغطة عليه …

 

أليس حلمه هو ما ينقصه ، وتحقيقه يغير وضعه نحو الأحسن ..

 

ومن التمنيات ما تتعدى الخاص الى العام ، عندما تشترك فيها شريحة ، او مجتمع كامل للتخلص من ظروف صعبة لكي ينعم بحياة آمنة مستقرة وعيش رغيد   …

 

واذا كانت الاغلبية تتفق في الاحلام ، لكن ما لا تشترك فيه ، أو يكون بينها تفاوت  هو   العبرة ، وإستفادة كل واحد من توالي الاعوام …

 

 فهناك مثلا من يتناسىى حقيقة تلخصها مقولة أنه (اذا ذهب يومك ، ذهب بعضك)  ولهذا يفترض ان تكون  نهاية عام وبداية أخر محطة  مهمة دورية  للمراجعة والتأمل ، وعبرة للحاضر، وعظة للقادم ، وفرصة لكشف حساب الاعمال وليس الاموال فقط ، لكي يكف  من سقط في الفساد عن فساده  مثلا والمجرم عن إجرامه ، ويتوب المذنب والمقصر قبل فوات الأوان ، ويزيد صانع الخير مما قدم ، ولا يؤجل عمل الخير ألى الغد ما دم لا يعرف متى هو راحل ..لكن ما أكثر ما ننسى .. وما أسهل (ما نعظ وأصعب ما نتعظ)..

 

ومن تمنيات العام على الصعيد العام  مثلا .. أن يجري المسؤول والسياسي والبرلماني  كشف حساب لأعماله قبل أن يطلب من البنوك كشف حسابه المالي .. فماذا قدم  خلال العام للوطن والمواطن … ولدائرته الانتخابية .. ؟ كم مرة زارها ؟ وكم مواطنا قابل ؟ وكم مريضا عاد  ؟ وكم أرملة ويتيم وعاجز ساعد ؟ وكم طالب حاجة قضى حاجته ؟ وماذا حقق من الوعود التي صرح بها على شاشات الفضائيات .. وكم كان منها مثمرا ، وكم كان منها للاستعراض وإثبات الذات ؟ وكم مرة سافر  الى خارج العراق للراحة والاستجمام ؟  ..  وكم ..وكم.. وكم .. الى أخره من أسئلة تعينه  على كشف حساب ذاته  ليخرج بحصيلة  توضح  له ما إذا كان ما قدمه من أعمال يساوي ما كسبه من مال وجاه وسلطان وأضواء أم  لا ..

 

 أليس الأجر على قدر المشقة .؟

 

ومن أخذ أكثر من أستحقاقه يبقى معلقا بذمته الى يوم القيامة ..

 

عام جديد نتمنى أن يكون عام خير ومحبة وسلام ووئام  وأمن وأمان على العراق والعراقيين والانسانية جمعاء ..

 

وكل عام وانتم بخير …

 

{ { {

 

كلام مفيد :

 

في نهاية العام تحضرني عبارة جميلة  قرأتها (أجمل وأروع هندسة في العالم أن تبني جسرا من الأمل على نهر من اليأس) ..