الطغاة والدولارات والمبدعين مجانين ومرضى نفسيين ..... نص فكري |
1 هل يعلم الطغاة والاثرياء انهم راحلون وما الحياة الا لحظة وتنتهي وحلم سيزول اليوم او غدا فالدولارات والذهب والسلطة لن تقف في محكمة الموت للدفاع عنهم فالموت هو القاسم الوحيد بين بني البشر فهو العدل الباقي في الارض والسماء وهو القانون الذي بموجبه سيقف البشر عراة حفاة بلا روح امامه فعندما ارى على شاشات التلفزة رحيلهم عن الحياة تنتابني نشوة النصر والغضب والثورة الممزوجة بالكراهية على ما فعلوه من امور تخجل منها الحضارة والانسانية وبالحقد من طرف اخر كونهم رحلوا بائسيين مذعورين خائفين جبناء لذا لا تبقى للدولارات والذهب والسلطة قيمة اي نعم جعلتهم يعيشون بعضا من رياح الزمن فوق اجساد الفقراء والجائعين لكنها لم تستطيع ان تبعد الموت عنهم للزمن الاخرهنا يبقى الشعور الاسمى والاحلى الا وهو ان ترى الفقر والجوع يهلل ويرقص بجسده وروحه انتصارا وفرحا بالموت وهو يبدع في فلسفته امام من كانوا سببا في جوعهم وفقرهم لذا فالموت هو الثورة الوحيدة التي لا تحتاج الى عساكر وعتاد وخطط لأنه قانون وشريعة وخط احمر لن يكون بأستطاعة البشر النيل منه مهما تسلحوا بالدولارات والذهب والسلطة لأنه الوجه الاخر الخفي لكل شيء واي شيء . هنا ربما سيطرح البعض هذا السؤال ويقول الفقراء والجائعين ايضا عرضة للموت وليسوا استثناءا من معادلته هنا ارد عليهم بالقول ان الفقراء والجائعين يعرفون هذه الحقيقة لكن لا هم لهم سوى اضفاء طابع الشبع على بطونهم وتغطية اجسادهم بأي قطعة قماش دون النظر لنوعيتها وطريقة صنعها لأنهم يعيشون يومياتهم مع الحياة بسعادة وفرح وسرور دون التفكير بالغد فأقصى احلامهم هي اليوم الذي يرون فيه انهم حصلوا على اكتفاء ذاتي يقيهم من الجوع والعري على عكس الطغاة والاثرياء اللذين يعتقدون ان ما يحملونه للغد هو كافي لابعاد الموت عنهم وبالتالي يؤمنون بنظرية الخلود في الدنيا وبالتالي حين يصيبهم الموت لا تأتيهم الفرصة ليعلموا ان ارصدتهم ومجوهراتهم وقصورهم كانت وهما مزيفا سيندثر بينما المحرومين يعرفون ان اقصى ما لديهم لا يتعدى الخبز وسقف مثقوب واذا ما رحلوا فسيرحلون من الدنيا اثرياء القلوب واغنياء الروح دون ان يتركوا ثروة مزيفة لا قيمة لها .
2
99.9% من المبدعين شعراء وكتاب ومفكرين وفلاسفة ..... الخ مجانين ومرضى نفسيين هذه حقيقة لا جدال فيها ومنطق فلسفي سليم لا يمكن دحضه ولكي اكون اكثر دقة في وجهة نظري فأنا اول المجانين والمرضى النفسيين فلولا الجنون والامراض النفسية لما اصبحنا مبدعين فطريقة وسلوك ونهج يومياتنا يختلف عن الانسان العادي البسيط وكتاباتنا خير دليل على جنوننا ورؤيتنا ووجهة نظرنا دليل اخر على عمق امراضنا النفسية فنحن مصابون بتخمة الفكر والفلسفة وفوبيا الحروف والكلمات ولكل واحد منا دولته وجمهوريته وامبراطوريته النرجسية اضافة الى اننا ضائعون وتائهون في دروب الابداع والحياة وحالمون بأشياء لا يمكن ان تحدث وتحصل فكل منا يغني على ليلاه وكل منا يقرأ حصته من الفكر والفلسفة وفق منهجية الصواب لديه ولكل واحد منا ارائه وتوجهاته ومبادئه التي لا تتفق مع الاخر ولكي يعرف المبدع ما هي الطريقة الانسب لمعرفة هذه الحقيقة فهي تتلخص بالتالي ان يتابع المبدع الناس من حوله بنظراته الثاقبة ويدخل في دهاليز عقولهم حينها سيعرف ان وجهة نظري هذه صحيحة 100% والسبب يعود الى الفارق الكبير والبون الشاسع بين المبدع والانسان العادي فالاول يرى الاشياء والامور والقضايا من ابعاد ومسافات طويلة الى نهايات الافق والمدى بينما الثاني يكتفي بنظرة باهتة خافتة لا تتعدى الاختلاف فهو يعتبر نفسه انسانا طبيعيا فهو لا يسمع ولا يتكلم ولا يرى لذا يعتبر اي انسان اخر ينتهج سلوكا ونهجا اخر في حياته غير طبيعي ومجنون ومضطرب نفسيا . لذا دائما الاحظ نظرات الاخرين لي التي تفضح عن معانيها واكتشفها بدهاء وذكاء فالجنون واضح والاضطرابات النفسية واضحة فالعين لا تكذب لا سيما وان كانت طبيعية خالية من شوائبنا نحن المبدعين وما اكثر شوائبنا فهي النفاية الوحيدة التي تبقى ولا تندثر في الارض هنا تهتز عضلات وجهي بخفي حنين وتصدر ابتسامة عريضة ممشوقة الفكر والفلسفة وتصدح احتفالا بالمجد الذي صنعه الابداع مني ..... فمرحى للجنون والاضطرابات النفسية في عالم مجنون مضطرب فوضوي عبثي لا عقلاء فيه الا نحن المبدعين ......
|