القداس المسيحي يكسر قيود الطائفية

 

العراق بطوائفه ذات المشروع الوطني، لا تفقه لغة الطائفية وتنبذها بشدة، ولطالما تنشأ في الأوساط المجتمعية ذات الإتصال المباشر بالدين المزيف المضلل، والذي تقوده المشايخ المرتزقة، ممن تخدم المشروع الطائفي، وما يدعوا الى الإقتتال بين المكونات، ودائما نجد العوائل الحاكمة للدول الخليجية، هي من تتبنى ذلك المشروع، وتدعم مشايخ وعلماء الفتن، للتأثير بالمجتمع وإشعال فتيل الطائفية بالفتوى.
منذ ما يقارب ثلاث سنوات، وقلب المسيح يعتصر آلم، ترانيمهم ذكريات لديارهم، وأجراسهم صراخ نسائهم، وقداسهم في مقابر موتاهم، كان لهم نصيب ليس بالقليل، من إجرام وإرهاب داعش، لكل عائلة حرقة ووجع، لفقد أب و إبن مغدور، أو أم و أخت مسبية، وراح تراثهم ينهب ويسلب أمام أعينهم، كتابهم الذي رفعوه فوق أكتافهم ورؤوسهم منذ رحلة المسيح الى السماء والى اليوم، أمسى تحت أقدام مرتزقة الوهابية..! ودين أبن تيمية، ومشايخ الحكام الخليجيين.
بعد تلك الأيام العجاف، التي ضربت مدن ومناطق الأخوة المسيحيين، راحوا يلملمون جراحهم بما تبقى لديهم من عوائل، وملابس تقيهم حرارة الصيف وبرد الشتاء، وأخذوا يرتحلون عن مواقع الخطر بأطفالهم وأهليهم، بعض أبنائهم وجدوا بأنفسهم البسالة والقوة في مشاركة القوى المحررة لأراضيهم، وسال الدم المسيحي لأبناء الموصل، وأختلط بالدم الشيعي لأبناء المحافظات الجنوبية، فكان مزيج طيفاً من الألوان، تلاشت أمام صبغته، كل ألوان الطائفية المقيتة، التي زرعها الدين الوهابي المبتدع.
اليوم وبعدما بدأت شمس التحرير تشرق من بين سحاب داعش المظلمة، إبتدأ القداس المسيحي يحتفل بأعياد رأس السنة، عادت الصلوات والترانيم والأجراس، بجوٍ ملئوه الطمأنينة والأجواء الآمنة، ففي الوقت الذي تنهش فيه أنياب البرد والصقيع وشظايا المعركة، أجساد أبناء الجنوب، ليحتفل ابناء المسيح بقداسهم، يصلي أبناء المسيح، ويدعون الرب، ليكون عوننا لأبناء الحشد الشعبي والجيش العراقي، وبذلك أُزيحت ستائر الطائفية، التي يتكلم عنها سياسيو السنة، ممن يدعم داعش وإجرامه في العراق.