الذئاب المنفردة – القتلة المتجولون
سياسة الرعب و التخويف و مشاهد قطع الرؤوس و صلب و تمزيق الأجساد لم تعد مرعبة و ليست مخيفة و لم تكن بالقدر الكافي من البشاعة و الترهيب و بتكرار تلك المشاهد و كثرتها و اعادة بثها على الرغم من همجيتها افقدها البريق و الهدف الذي صنعت لأجله و صارت مجرد افلام رعب مقززة و مملة و لا تحمل شيئآ جديدآ يثير مكامن الفزع سوى مناظر همجية في حز الرؤوس و قطع الأطراف و هنا تفتق العقل الأجرامي عن فكرة جهنمية و ذلك بالأيعاز الى كل المجرمين المؤمنين بالفكر الأسلامي العنيف بالأنتشار في كل دول العالم و اختيار الهدف المدني السهل و بعشوائية عمياء و الأنقضاض عليه و الفتك بأكبر عدد ممكن من الناس و ايقاعهم قتلى وجرحى و بالتوصية ان كل ما كان عدد الضحايا اكبر كل ما كان وقع الصدمة اشد و اعمق و كذلك فأن اكثر وسائل الأعلام ستكون حاضرة و تسارع للتغطية و البث المباشر على الهواء .
من غير المفهوم و لا يوجد له تفسير منطقي و مقنع ان اغلب الذين ارتكبوا تلك الجرائم الأرهابية بحق الناس الأبرياء و خاصة التجمعات الأحتفالية في المناسبات و الأعياد هم من اصحاب السوابق و مرتكبي الجرائم العادية المخلة بالشرف كالأغتصاب و تجارة المخدرات و السطو المسلح و السرقة و من اراد منهم ان يتوب و يعتزل تلك الأعمال المشينة و ان يترك تلك الأفعال المجرمة ما عليه سوى التوبة الى ( الله ) و النزول الى الشوارع و قتل اكبر عدد ممكن من الناس لايهم ان كانوا كبارآ او صغارآ نساءآ او رجالآ تفجيرآ بالقنابل و اطلاق النار العشوائي او دهسآ بالشاحنات حيث انها الوسيلة الجديدة للقتل الجماعي .
لقد اربك تنظيم ( داعش ) بهذه الخطة الجديدة ( البارعة ) اجهزة الشرطة و الأمن في مختلف دول العالم بأعتماده الأستراتيجية الأرهابية المبتكرة حين خلط الأخيار بالأشرار و اصبح التفريق بينهما في غاية الصعوبة ان لم يكن مستحيلآ حيث ان الضربات و الهجمات العدائية اصبحت تأتي من الجهة التي لا تتوقع تلك الدوائر الأمنية ان يكون الهجوم الأرهابي المحتمل منها و كذلك الأشخاص الذين يقومون بتلك الأعمال هم ابعد ما يكونون عن رصد عيون اجهزة الأمن و المخابرات المعنية بشؤون الأرهاب و التطرف بأعتبارهم ليسوا من المغرمين بالجوامع و المساجد و لامن اولئك المداومين على الصلوات و العبادة فيها بل هم من مرتادي الحانات و الخمارات و التسكع في الطرقات و مثيري الشغب و المشاحنات و لصوص الحقائب النسائية و مدمني المخدرات منغمسين فيها و مروجين لها .
ان اعتماد هذا التنظيم الشرير ( داعش ) على المجرمين ( النادمين ) من اصحاب السوابق الجنائية في تنفيذ هجمات اقل ما توصف به انها منحطة و دنيئة في استهداف حشود المدنيين و الناس الآمنين في الأسواق و المتاجر و اماكن المناسبات و الأعياد هو دليل دامغ و قوي على الأفلاس العقائدي و الخواء الفكري الذي استبد بهذا التنظيم و جعله يستعين بالحثالة من البشر و كان بذلك اقرب الى اسلوب عصابات ( المافيا ) و شبكات الجريمة المنظمة منه الى حركة سياسية مسلحة ذات بعد فكري ديني متشدد و عنيف تنحو في طريق الحرب المسلحة في مواجهة القوات العسكرية و الأجهزة الأمنية بعيدآ عن تجمعات السكان المدنيين المسالمين الذين لا حول لهم و لا قوة .
ان من الضروري ان يفهم هؤلاء المشبوهين من اصحاب السوابق و الموبقات ان التوبة و العودة الى الرشد و الصواب و التخلص من الذنوب و المعاصي لا يكون في ارتكاب جرم اكبر و اثم اعظم و اعتبار ذلك هو الطريق الصحيح لنيل عفو الرب و غفرانه و هو الدرب الواضح و القويم للوصول الى الجنة و ربوعها و الأستحواذ على اكبر عدد ممكن من الحسان متناسين تلك الدماء الكثيرة التي ارهقت و تلك الأرواح البريئة التي ازهقت سوف تقف حائلآ دون دخولهم الفردوس الذي يحلمون .