جعل الله سبحانه وتعالى الزواج علاقة متينة وميثاقا غليظا مبنية على المؤدة والرحمة والالفة والانسجام  وقد عرف المشرع العراقي الزواج في المادة الثالثة بانه عقد بين رجل وامرأة  تحل له شرعا غايته انشاء الحياة المشتركة والنسل وتنهي الحياة الزوجية بالطلاق حرصا على استمرارية الحياة الزوجية وعدم تحطيم مؤسسة الاسرة  فقد تدرجت الشريعة الاسلامية  في مراحل تسبق الطلاق وهي الموعظة و الهجر في المضاجع  والصلح  و تتعدد أسباب الطلاق  منها عدم الانسجام وعدم تحمل اعباء الحياة الزوجية والسكن المشترك مع اهل الزوج او اهل الزوجة والبطالة وقلة فرص العمل والزواج في سن مبكرة و كثرة المشاكل المستحكمة التي تصبح الحياة الزوجية مستحيلة والخلافات المستمرة بين الزوجين وعدم احترام الحياة الزوجية  وضرب الزوج لزوجته ضربا مبرحا وحصول المشاكل بين اهل الزوج و اهل الزوجة والخيانة الزوجية وخصوصا في ظل اساءة استعمال وسائل الاتصال الحديثة كالهاتف الخلوي (الموبايل) والانترنت و وسائل التواصل الاجتماعي و الفارق في العمر و الفارق في المستوى الثقافي والاقتصادي والضرر الجسيم الذي يلحقه احد الزوجين بالأخر والذي يتعذر معه ان تستمر الحياة الزوجية المشتركة   كالإدمان على الخمر و المخدرات وسوء العشرة و عدم الاحترام بين الزوجين وزواج القاصرات حيث ان الزواج في سن مبكرة يترتب عليه عدم تحمل المسؤولية الزوجية في تكوين الأسرة وتربية الأطفال  وعدم الإنفاق والزواج بزوجة ثانية و عدم العدل بين الزوجات  والعقم وإصابة الزوج بمرض يمنعه من ممارسة الحياة الزوجية و في الكثير من الاحيان يلجا الزوج الى ايقاع الطلاق الرجعي خارجيا امام رجل الدين متوقعا بان ذلك يشكل تخلصا من أعباء الحياة الزوجية بسبب الجهل بالقانون حيث تقيم الزوجة المطلقة عددا من الدعاوى للمطالبة بالتعويض عن الطلاق التعسفي و نفقة العدة والمطالبة بالمهر المؤجل مقوما بالذهب  و حق الزوجة المطلقة في السكنى في دار الزوجية و ان الطلاق يعتبر ابغض الحلال عند الله  عز وجل.

 ان اثار الطلاق لا تقتصر على الزوج و الزوجة و انما يمتد اثرها الى عموم المجتمع لاسيما في حالة وجود الاطفال حيث يصبح الاطفال ضحية صراعات بين الزوجين في حضانة الأطفال والنفقة و يؤدي الى تشرد الاطفال ويكون سببا رئيسا في وقوع الجريمة في المجتمع و ان الطلاق تعتبر ظاهره يجب الوقوف عندها ويجب ان يكون للباحث الاجتماعي الدور المهم في تقريب وجهات النظر بين الزوجين واصلاح ذات البين بينهما  والعمل على الاصلاح الاسري و يجب حث رجال الدين ممن يقومون بإجراء صيغة الطلاق بعدم التسرع و العمل بالنصح والإرشاد بين الزوجين لكي لا يقع الطلاق وان يكون هناك تنظيم قانوني لعمل المأذون الشرعي لضمان حقوق الزوجين و ضرورة ان يكون للإعلام دور في توعية ابناء المجتمع  بمخاطر وقوع الطلاق وان يكون لمنظمات المجتمع المدني دور في عقد الندوات والموترات لغرض إيجاد المعالجة لظاهرة الطلاق.