منع الخمور و حظر السفور و فصل الأناث عن الذكور

 

لم يتبق سوى جلد الناس في الشوارع و الأسواق و بتر ايدي اللصوص و الحرامية و اجبار الرعية على ترك اعمالهم و اشغالهم عند الآذان و الذهاب لأداء الصلاة و تكون اركان ( الدولة الأسلامية ) قد اكتملت و حان وقت قيامها و الأعلان عنها و بذلك تنظم هذه ( الدولة الجديدة ) لمنظومة الدول الأسلامية التي ما زالت قائمة تحكم بشرع ( الله ) الذي انزله على النبي ( محمد ) بين دفتي الكتاب المقدس ( القرآن ) و لم يخبرنا المعجبين و المعجبات بتجارب الدول الأسلامية القائمة الآن الأسلام الشيعي ( ايران ) و الأسلام السني ( السعودية ) و الأسلام السني المتطرف ( داعش ) اي من هذه الدول تثير الأعجاب و الأنبهار ومن ثم الأقتداء و الأقتباس و تكرار التجارب الفاشلة ؟
لم يشعر الأيرانيين بهذا الحنين الجارف الى ( نظام الشاه ) و حكمه الأستبدادي القمعي الا بعد ان ذاقوا الأمرين من الظلم و الجور والتعسف على ايدي حكام الجمهورية الأسلامية و سلطة ( الولي الفقيه ) التي قمعت الحريات و حظرت الأفكار المناوئة و قتلت المعارضين و زجت بمن هم اقل خطورة على النظام في السجون و زنازين الأعتقال حتى ضاقت هذه البلاد الواسعة و الفسيحة ذات الأرث الحضاري المجيد بساكنيها فكان الهروب الجماعي ( الهجرة و اللجوء ) هو احدى الوسائل الممكنة للتخلص من سلطة هذا الحكم الأرهابي الجائر و الأحتجاج على اسلوب الحكم هذا الغارق في الرجعية و القدم  و البعيد كل البعد عن التحضر و التقدم و الأنسانية .
اما الحال في ( السعودية ) فليس بأفضل ان لم يكن اسؤ فالساحات العامة ما زالت هي المكان الأثير عند الجلادين لقطع الرؤوس و قص الأيادي امام المارة و المشاهدين لتلك المناظر المرعبة و المروعة و التي لا يمكن ان تمحى بسهولة من ذاكرة كل من رأها و مازالت شرطة ( الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ) تضرب الناس بالعصي في الأزقة و الحارات و تجبر اصحاب المحلات على اغلاقها وقت الصلاة و الذهاب الى المساجد قسرآ و جبرآ و لو لم يكن في هذه الأراضي الرملية القاحلة شيئان لكانت هذه البقعة من الكرة الأرضية مهجورة و مقفرة تعصف بها ريح صرصر عاتية محملة بالرمال و الغبار و الجفاف خالية من اي شكل للحياة الا ان ( بيت الله ) كان هنا قبلة الحجيج و هوى افئدتهم و خلجات قلوبهم و شلالات النفط المتدفقة من تلك الصحاري القفار ما يغري السكان على تحمل الأضطهاد و القمع و البقاء مؤقتآ الى ان يحين وقت الرحيل .
اما ثالث الأثافي فهي دولة ( داعش ) التي طبقت قوانين ( الله ) بحذافيرها و بدون القبول بأي عذر او مسوغ يشفع لصاحبه بالنجاة فكان القتل رجمآ او حرقآ او صعقآ او اغراقآ هي العقوبات المفضلة لقضاة المحاكم الشرعية في هذه ( الدولة ) التي ليس فيها اي مكافأة او ثواب انما هناك فقط عقاب ثم عقاب ثم عقاب هذا ما يلخص اسلوب سلطة هذه ( الدولة ) الشديدة الأصولية و ممارسات جلاوزتها الأجرامية .
تشترك هذه الدول الأسلامية بشقيها السني و الشيعي في عدة امور فهي تنفذ الأحكام التي  جاءت في ( القرآن ) بغض النظر عن الأختلافات الكثيرة في تفسير النص القرآني و من سماتها المشتركة انها تأخذ التفسير الأكثر تشددآ و تطرفآ في فهم ( الآيات المنزلات ) و الألتزام القوي بها و الصرامة في التطبيق و عدم التهاون في انزال العقوبة القاسية بالمخالفين دون رأفة او رحمة و هذه الدول هي من اكثر دول العالم تخلفآ و اكثرها انتهاكآ لحقوق الأنسان و آدميته و فيها تطمس حريات الناس و تخنق عقائدهم الدينية و الفكرية و تفرض على الجميع المؤمنين و غيرهم و بالقوة و الزجر ملابس و ازياء بعينها عليهم ارتدائها بالأجبار و الأكراه و بنظرات الأزدراء و السخرية لمن تجرأ و خالف ذلك وغير هذه الممارسات و الأفعال المناهضة لحقوق البشر و حرياتهم و حفظ كراماتهم الشيئ الكثير .
اذا كان الذين فتنوا بهذه الدول الأسلامية المتنوعة المذاهب و سئموا العيش في بلد متعدد الأعراق و الديانات و الأفكار مثل ( العراق ) و حاضرته المتعددة الثقافات ( بغداد ) ان لا يكلفوا انفسهم عناء نقل تجارب الآخرين الفاشلة لهذا البلد بل عليهم و بكل بساطة حزم حقائبهم و امتعتهم و التوجه الى تلك البلدان التي سوف تستقبلهم بكل ترحاب و حفاوة و يكونوا بهذا قد اراحوا و استراحوا ( و كفى الله المؤمنين شر القتال ) .