الجبهة الجنوبية السورية ... هل تشتعل على وقع التسليح الأمريكي الجديد !؟" |
تزامنا ًمع مصادقة الرئيس الأمريكى المنتهية ولايته، باراك أوباما ، على ميزانية وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون» لعام 2017، والبالغة 619 مليار دولار أمريكى، بعد أن أقرها الكونجرس بمجلسيه، وتضمنت بنداً يمهد الطريق لتزويد المجاميع المسلحة في سورية بصواريخ مضادة للطيران مع استمرار تدريب مايسمى بالمعارضة السورية ببعض دول الجوار السوري، بدأت تعود مجددآ إلى الواجهة الجبهة الجنوبية السورية مع احتمالات قوية أن تكون أولى الجبهات التي سيتم استعمال هذه الاسلحة فيها.
من هذا المنطلق بدأت تدرك دوائر صنع القرار العسكري السوري أن الانشغال بمعارك على جبهات بشمال سورية وتأجيل ملف جنوبها لن يكون مناسباًً بهذه المرحلة التي تعتبر اليوم علامة فارقة بمسار الحرب على سورية ، فدوائر صنع القرار العسكري السوري وكما تتحدث الكثير من التقارير والتحليلات تقرأ بعناية تفاصيل وتداعيات ونتائج هذه الخطوة الأمريكية ،فهذه الخطوة تأخذ المساحة الكبرى من المناقشات والتحليلات لنتائجها على الصعيدين السياسي والعسكري السوري ، فتزويد المجاميع المسلحة باسلحة نوعية "فتاكة " وبمقاتلين مدربين في الجبهة الجنوبية ،من شأنه إحداث تغيير جذري في الخريطة العسكرية لأطراف الصراع في عموم المنطقة الجنوبية وعلى طول الحدود السورية – الأردنية ، والسورية مع الاراضي المحتلة ومع الجولان المحتل، هكذا تقول التقارير والتحليلات الواردة من دوائر صنع القرار العسكري السوري، وهذا ما لا تريده لا سورية ولا حلفائها على أقل تقدير في الوقت الراهن .
والواضح اكثر اليوم أن دوائر صنع القرار العسكري والسياسي السوري كانت تحاول دائمآ ،العمل مع الجميع وخصوصآ مع الروس والسعي للتواصل مع بعض قادة المجاميع المسلحة السوريين عبر خطوط اتصالات ضيقة للعمل على انجاز تسوية ما بملف الجنوب السوري ،ولكن يبدو أن هذه التسوية لم تتم حسبما كان يخطط لها السوريين على الاقل لتجنيبهم أثار هذه المعركة .
اليوم من المؤكد أننا سنعيش قريبآ مساراً عسكرياً مختلف على مختلف جبهات الجبهة الجنوبية السورية ، ومن منطلق الحرب الاستباقية التي ستكون لزاماً على الدولة السورية وحلفائها ، لاستباق أي تحرك عدائي يستهدفها ويستهدف أمن العاصمة "دمشق " من قبل المجاميع المسلحة وداعميها ،وفي هذه المرحلة يعتبر مسار معركة “تحرير درعا “التي تعتبر في توقيتها ونتائجها المستقبلية عنواناً لمرحلة جديدة من عمر الحرب المفروضة على الدولة السورية، فاليوم بات من الواضح أنه لا خيار أمام الدولة السورية وحلفائها إلا الاستمرار بالحسم العسكري لتطهير أرض سورية من بعض الميليشيات والمجاميع المسلحة التي تنتشر اليوم على مساحات واسعة في محافظتي درعا والقنيطرة مع العلم أن الدولة السورية وللآن مازالت تبذل مساعي جدية لانجاز مصالحات وطنية كبرى ببعض بلدات محافظة درعا.
ختاماً، على الجميع أن يدرك أن معركة درعا بشكل خاص ستكون لها الكلمة الفصل وفق نتائجها المنتظرة بأي حديث مقبل يتحدث عن تسويات بالحرب على الدولة السورية وتغيير كامل ومطلق بشروط التفاوض المقبلة بين جميع الأطراف .
|