"هرم المجتمع" |
يولد الأنسان ضعيفاً, يمر بعدة مراحل قبل أن يشتد عوده ويقوى. كما وأن عقله يمر بهذه المراحل أيضاً, قبل أن ينضج. مراحل فكرية تحولية في حياة الأنسان, عبارة عن عواصف من التوجهات والميول, قد ينظر لها مستقبلاً, بعد ان يكتمل نموه الفكري, بسخرية وخجل, وقد ينظر لها بألم وندم.
مابين الفنان والعاشق الولهان, والمتدين والثوري والمتمدن. مراحل من الأضطراب الفكري, حتى يستقر ويصنع لنفسه خط ثابت, وقالب نهائي. ليترك تقمص دور البطولة, الذي كان يعيشه مع كل فلم يشاهده, وكل تيار فكري يعصف به, في عالم خياله الأفتراضي, ويخرج الى عالم الواقع.
خليط متجانس من قيم وتربية وأخلاق, عائلية ومجتمعية. تصنع لنا ذلك الأنسان طيب الذكر, سليم الفكر, أو ذلك الأنسان سيء الذكر, ملوث الفكر. المجتمع هو من يجني ثمار ذلك المزيج, بتعزيز قيمه والأرتقاء بها. وهو من يدفع ثمنه, بتعميق جراحه, وأنحدار قيمه.
بتغير ظروف الحياة, وطرق أساليب العيش, حافظت بعض العوائل على طرق التربية الصحيحة, بينما ضاعت في زحمتها عوائل أخرى. شبكة بناء هرمية معقدة, ترسمها عوامل متعددة, قاعدتها البيت, ورأسها المجتمع. تكون محصلتها, أما فرد صالح يساهم بأصلاح أخر, ويساهم كلاهما في بناء ورقي المجتمع. أو فرد فاسد, يساهم بأفساد أخر, ويساهم كلاهما في أنحدار وهدم المجتمع. وماناتج الأمراض التي تنخر جسد المجتمع, إلا بسبب عوائل تقاعست وتكاسلت, عن أخذ دورها. لان تكوين عائلة وبناءها, لايقتصر على توفير الطعام والشراب والملبس. المراقبة والمتابعة والنصيحة وتوفير بيئة صالحة, لايقل أهمية, إن لم يكن أهم.
بغض النظر عن بعض الامور, التي تتغير بتغير المجتمعات وتطورها, هناك ثوابت وخطوط, يجب أن لايتم التجاوز عليها, مما تحمل من أثر كبير, في تقويم الأبناء, وصناعتهم صناعة صالحة.
وهذا مايفسر وصف الزواج بأنه رابط مقدس, كونه مشروع أكتسب القداسة, بما يقدمه ويُسهم به, في بناء مجتمع سليم مُعافى, يواجه كل عاديات الدهر, بتماسك وصمود وإباء, حتى يعبر به الى بر الأمان. أب صالح وأم صالحة, هوعنوان مختصر لمدينة افلاطون الفاضلة, وهو هرم المجتمع وماضيه وحاضره.
|