قَدْ يُرِدْ سُؤَالَ فِي ذِهْنٍ بَعْضِهُمْ وَهُوَ: هَلْ إِنَّ تِلْكَ الأَمْوَالَ سَيُرْجِعُهَا جَلِيلُ النوري إِلَى مَكَانِهَا الأَصْلِيِّ وَإِلَى صَاحِبِهَا أَيُّ السَّيِّدِ مقتدى أُمٌّ لَا..؟!!!. وَالجَوَابُ هُوَ:
أَقُولُ أُوَلًا: إِنَّ هَذِهِ الأَمْوَالَ شَرْعًا وَأَخْلَاقًا لِيس مُلَّكًا لِلسَّيِّدِ مقتدى الصُّدَرُ وَلَيْسَ لَهُ الحَقُّ فِي التَّصَرُّفِ بِهَا لِكَوْنِهِ لَيْسَ حَاكِمًا شَرْعِيًّا أَوْ مأذونا مِنْ قِبَلِ الحَاكِمِ الشَّرْعِيِّ بِالتَّصَرُّفِ بِهَا.
ثَانِيًا: إِنَّ هَذِهِ الأَمْوَالَ أَغْلَبِهَا حُقُوقٌ شَرْعِيَّةً بِاِعْتِبَارِهَا أَمْوَالَ الخَمْسِ وَالزَّكَاةُ وَرْدُ المظالم وَأَمْوَالُ الدَّعْمِ الخَاصَّةُ بِسَرَايَا السَّلَامِ وَجِبَايَةُ الهَيْئَةِ الاِقْتِصَادِيَّةِ وَالمَالِيَّةَ وَهَذِهِ كُلُّهَا لَيْسَ مِنْ حَقٍّ السَّيِّدُ مقتدى أَنْ يَتَصَرَّفَ بِهَا بِأَيِّ عُنْوَانٍ كَانَتْ لِكَوْنِهِ لَيْسَ حَاكِمًا شَرْعِيًّا وَلَهِ الحَقُّ فِي ذَلِكَ وَهَذِهِ أَمْوَالُ النَّاسِ وَمَا عَلَيْنَا إِلَّا أَنْ نَحْتَفِظَ بِهَا إِلَى حِينِ تَسْلِيمِهَا إِلَى الحَاكِمِ الشَّرْعِيِّ أَوْ إِرْجَاعِهَا إِلَى أَصْحَابِهَا الشَّرْعِيِّينَ.. وَلَكِنْ بَقِيَ شَيْءٌ هُوَ أَنَّنِي أَلْزَمْتُ نَفْسِي بِكَشْفِ الحَقَائِقِ الَّتِي يُخْفِيهَا بَعْضٌ المُقَرَّبِينَ مِنْ السَّيِّدِ الصَّدْرُ وَأَنَا مِنْ وَاجِبِي الشَّرْعِيُّ وَالأَخْلَاقِيَّ وَالوَطَنِيُّ كَلَّفْتُ نَفْسِي لِهَذَا الأَمْرِ لِأَنَّ عَامَّةً النَّاسُ وَلِلأَسَفِ الشَّدِيدُ مغرر بِهِمْ بِاسْمِ السَّيِّدِ الشَّهِيدُ الصَّدْرُ رُضْوَانُ اللهِ عَلَيْهِ وَأَنَا هُنَا لَيْسَ بِصَدَدِ الطَّعْنِ وَالتَّشْوِيهِ بِالسَّيِّدِ مقتدى لَا، لَكِنْ هُنَاكَ أُمُورٌ وَوَقَائِعُ لِأَبْدُ لِلنَّاسِ أَنْ تَطْلَعَ عَلَى حَقِيقَتِهَا وَلِأَنَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةُ ظَالِمٍ وَفَاسِدًا وَمُنْحَرِفًا وَضَالًّا.. وَهُنَاكَ أَسْرَارٌ وَخَفَايَا وخبايا وَصَفَقَاتٌ سِيَاسِيَّةً حِزْبِيَّةً لِأَيَمْكُنُ السُّكُوتُ عَنْهَا حَتَّى وَإِنْ كَانَ مقتدى الصُّدَرَ جُزْءًا مِنْهَا، فَقُول الحَقَّ لَا يُعْلَى عَلَيْهُ وَهَذَا لَا أُرِيدُ بِهِ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا وَإِنَّمَا أُرِيدُ أَنْ أَنْقَذَ وَأَخْلَصَ النَّاسَ المُسْتَضْعَفِينَ مِنْ هَذَا الاِنْحِرَافِ وَالضَّلَالَ وَالضَّحِكَ عَلَى النُّفُوسِ لِكَوْنِ هَذِهِ النَّاسِ كَانَتْ أَمَانَةٌ فِي أَعْنَاقِنَا وَكَانَتْ تَتَأَمَّلُ مِنَّا الخَيْرَ وَالصَّلَاحَ وَالإِصْلَاحُ الحَقِيقِيُّ آلَّا أَنَّهُ فِي الآوِنَةِ الأَخِيرَةِ السَّيِّدُ مقتدى الصَّدْرُ قَدْ خَذَّلَ جَمَاهِيرَهِ وَمُحِبِّيهِ وَشُعَبِهِ المَظْلُومُ وَخُدَعِهِمْ بِدَعْوَةِ الإِصْلَاحِ وَمُحَارَبَةِ الظُّلْمِ وَالفَسَادُ وَلِلأَسَفِ الشَّدِيدُ قَدْ وَقَعَ فِي أَحْضَانِ إِيرَانَ مَرَّةً أُخْرَى وَخَضَعَ لضغوطاتهم وَلِمَشْرُوعِهِمْ الخَبِيثِ المُدَمِّرِ وَالطَّائِفِيِّ وَهَذَا مَا لَمْ نَكُنْ نَتَوَقَّعُهُ مِنْهُ مُطْلَقًا... وَقَدْ تَوَضُّحَ لَنَا الأَمْرُ بَعْدَ ذَلِكَ إِنَّ قَضِيَّةَ التَّظَاهُرَاتِ وَالاِعْتِصَامَاتِ وَدَعَوَاتِ الإِصْلَاحِ َمَاهِي أَلَا وَرَقُهُ ضَغْطٌ سِيَاسِيَّةُ الغَايَةِ مِنْهَا هُوَ المَكْسِبُ السِّيَاسِيُّ لَيْسَ آلَّا وَلَيْسَ الإِصْلَاحُ أَوْ مُحَارَبَةُ السُّرَّاقِ وَالفَاسِدِينَ وَهَذِهِ لِيسِتٌّ المَرَّةَ الأُولَى الَّتِي يَطْعَنَّ السَّيِّدَ بِهَا الشَّعْبُ العِرَاقِيُّ وَخُصُوصًا أَبْنَائِنَا فِي الخَطِّ الصَّدْرِيِّ بِخَنْجَرٍ فَارِسِيٍّ خَبِيثٍ فِي القَلْبِ وَلَيْسَ فِي الظَّهْرِ وَمَا ذَهَابُهُ إِلَى إِيرَانَ عَقْبَ اِقْتِحَامٍ الخَضْرَاءُ كَانَ لِتَقْدِيمِهِ الاِعْتِذَارُ لِلوَلِيِّ السفيه عَنْ الشِّعَارَاتِ الَّتِي رَفَعَهَا أَبْنَاءُ التَّيَّارِ الصَّدْرِيِّ ضِدَّ إِيرَانَ وَسِيَاسَتِهَا الخَارِجِيَّةِ وَالتَّدَخُّلُ السَّافِرُ فِي السُّلْطَةِ وَالحُكْمِ وَالمَرْجَعِيَّةُ وَكَانَتْ تِلْكَ الشِّعَارَاتِ حَقِيقِيَّةٌ وَصَادِقَةٌ لِأَنَّهَا تُعَبِّرُ عَنْ المُعَانَاةِ وَالمَأْسَاةُ وَالظُّلْمُ وَالبَطْشُ الَّذِي وَقَعَ عَلَى الشَّعْبِ العِرَاقِيِّ بِسَبَبِ إِيرَانَ وَمِلِيشِيَاتِهَا الوَقِحَةَ وَأَذْرُعِهَا مِنْ الخَوَنَةِ وَالعُمَلَاءِ وَالأَحْزَابِ التَّابِعَةِ لَهَا ... |