مسؤولون لكن مشلولون |
الخبر الذي اوردته قناة الشرقية عن سفر 80 مسؤولا الى خارج العراق للاحتفال باعياد الميلاد المجيد لم يكن كما اظن خبرا غريبا عنا.فالوضع السياسي في العراق هو علامة على ركود روحي واخلاقي بكل معنى الكلمة.واذا ما قام سرب موقر من مسؤولي حكومتنا الحالية بتهيئة حقائب السفر مع عائلاتهم فهذا يعني انهم يتمتعون جيدا بمزرعة الديمقراطية على الرغم من الويلات التي جرتها علينا هذه الكلمة اللعينة.المهم ان يمتص المسؤول كل سائل السعادة من كرسي منصبه,وان لا يترك لحظة تفوت دون ان يستغلها,ويجرب سلطته كمالك لرقبة من هم تحت سلطته الفارغة من المعنى. من المؤسف ان يحظى هذا المسؤول او ذاك بكل هذا الجاه والثراء في ظل بؤس يومي يعيشه العراقيون من تهجروا او من لم يتعرضوا لهذه المحنة.الكل يعانون من مزاج سيء,وانتظار لحل يغير من وضع البلد,ولا حل في الافق.وعلى هذا الاساس سنظل نسمع عن حكايات مضحكة قرانا عنها في كتب التاريخ ايام كانت الحياة غير منظمة كما هي اليوم.هذه السفرة التي اشارت اليها قناة الشرقية هي واحدة من حكايات قراقوش العجيبة.وتدل على ان هناك من لم يصدق بانه حصل على فرصة في القيادة,لذا فهو يريد ان يعيش نكهة الجاه العريض بلا تعب.فهنيئا لاي مشلول عفوا مسؤول سيحتفل في احدى بعيدا عن جو النزوح والبرد والموت.
ايتها الحكومة..اجلدي الموظفين اكثر واكثر بدأ راتبي يتناقص بسبب استقطاعات متنوعة..المهم صرت اجد صعوبة في شراء كتاب مثلا. وحالي هذا هو حال العشرات من موظفي هذه الحكومة التي يتقاضى ورزاؤها ونوابها رواتب عالية ومع ذلك فهم لا يشاركون شعبهم مشكلة الازمة المالية الحالية. فالسياسون ارفع من ان ينزلوا لمستوى الواقع اليومي لفقراء هذا الشعب.انهم جواهر نقية تعمل وتسهر من اجل البلد,وتضحي لتجعله سعيدا. اما نحن فابسط كثيرا من طينة السياسيين الذين يحكموننا,ويفصلون القوانين كما يشتهون. نحن ابسط الى درجة التفاهة,وعلينا ان نتحمل كل مشاكل البلد ولا نتافف.يجب ان نظل ساكتين صامتين كي نكون مواطنين صالحين.ان الشكوى عيب,والمطالبة بالحقوق جحود,والاعتصامات لا تدوم اكثر من دقائق.والاهم هو ان نصبر على قطع الرواتب المستمر. لا بد ان نصبر كعبد تعلم احتمال الالم.لنتحمل كل الذل من اجل ان تكون حكومتنا مترفهة,عالية الامتيازات,بعيدة عنا لاننا لا نصل الى تاريخ اي فرد فيها. تطالبنا الحكومة ان نكون قادرين على تحمل الالم دون ان نصرخ. تريدنا ان نسكت اذا عشنا في خوف من المستقبل.تريدنا ان نفقد الشروط الطبيعية للحياة. اذن لتجلدنا في كل ثانية فظهورنا جاهزة للسوط.لنتحمل القسوة والجوع والحرمان لتظل هي متنعمة بامتيازات كبيرة تاتيها من كل جهة.اكشفوا ظهوركم ياموظفي العراق لتجلدكم الحكومة بسطو التقشف وقطع الرواتب. |