أمريكا وقرار وقف الإستيطان الإسرائيلي |
جن جنون بنيامين نتنياهو لصدرور قرار مجلس الأمن الدولي مؤخرا الذي يدعو الى وقف الاستيطان ( الاسرائيلي ) على الاراضي الفلسطينية ، وخرج في رد فعله عن حدود اللياقة الدبلوماسية ، والاعراف الدولية مع الامم المتحدة ، والدول التي صوتت لصالح القرار، وحتى مع أمريكا نفسها ، بعد إتهام رئيسها باراك أوباما ، ووزير خارجيته جون كيري بانهما وراء صدوره ، وذلك لعدم استخدام الفيتو ضده …
إن رد فعل ( اسرائيل ) لم يكن مستغربا تجاه القرار لان سياستها معروفة ، ولذلك لا يتطلب القاء الضوء عليه باستفاضة ، ولكن القرار يثير تساؤلا عن تأخر امريكا كل هذا الوقت عن اتخاذ مثل هذا الموقف .. فهذا القرار يكشف كم هو مؤثر موقف امريكا ، وأنها طرف فاعل في قضية كانت تسمى ( قضية الشرق الاوسط ) قبل ان تأخذ مكانها في الصدارة قضايا اخرى… وبالتالي تتحمل مسؤولية في تأخر حل هذه القضية المزمنة في سجل المنظمة الدولية وتراجعها في تسلسل الاهمية في المنطقة والعالم ..
ان تهديدات اسرائيل ، تفرض على امريكا مسؤولية الاستمرار بموقفها الذي ساعد في تمرير القرار ، لانها تكشف ما اذا كانت جادة فيه أم لا ، وأن تعمل على حل القضية الفلسطينية حلا عادلا يضمن حق الشعب الفلسطيني .. لأن مواقفها في الماضي لم تكن منصفة.. فلم تقف بصورة متوازنة بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي وعطلت الكثير من القرارات ، وبالتالي الحقت ضررا ليس بالفلسطينيين فقط ، وانما بعملية التسوية ، والاستقرار والامن والسلام في المنطقة برمتها كذلك ….
فكيف ستتصرف امريكا مع هذا الموضوع ، الذي يبدو من رد الفعل الاسرائيلي أن نتنياهو لم يلتزم به كالعادة ، وسيستمر بسياسة التوسع في بناء المستوطنات .. ؟..
وهل يلتزم الرئيس دونالد ترامب به عند دخوله البيت الابيض بعد ايام قليلة .. ؟..وكيف يوفق بين هذا القرار وسياسته المعلنة تجاه ( اسرائيل ) ، وموضوع المستوطنات والقدس وتعيينه ديفيد فريدمان مستشاره في حملته الانتخابية سفيرا في (اسرائيل ) الذي سبق أن أعلن عن دعمه لتوسيع الاستيطان ، ونقل السفارة الى القدس بوصفها العاصمة الأبدية لاسرائيل وانه سيحافظ على العلاقة الخاصة مع اسرائيل ..؟…
اسئلة تكشف اجاباتها قيمة القرار من عدمه .. وما اذا كان قد جاء في موعده أم في غير وقته المناسب ، أوفي الوقت الضائع من ولايتي أوباما التي سجل فيهما هدفا قد لا يُحسب ، اذا لم تلتزم به ادارة ترامب ..
وفي كل الاحوال لا يمكن لتهديدات نيتنياهو وردود فعله الغاضبة ان تقلل من قيمة القرار واهميته الكبيرة ، لانه اكد عزلة اسرائيل الدولية ورفض العالم لسياسة الاستيطان الاسرائيلي ..
****
كلام مفيد :
من جميل ما قرات في مراعاة المشاعر ..
كان لبعض القضاة جليس أعمى ، وكان إذا أراد أن ينهض يقول : يا غلا إذهب مع ابي محمد ، ولا يقول خذ بيده .. |