يعد العراقيون من أكثر شعوب الارض متطرفين في التعبير عن أفراحهم..أما في أحزانهم فهم حدث ولا حرج..فكل أيامهم أحزانا الا بضع سويعات او ربما اياما قليلة يشعرون انها متنفسهم الوحيد، ومع هذا فأن (التطرف) يبقى هو سمة التعبير عن تلك الحالة..ومثال عيد رأس السنة وقبلها عيد المولد النبوي ، فاقت كل تصور بمدى المفرقات التي أستخدمت في اطلاق الالعاب النارية التي تصل بعضها حد القرف وكأنها أصوات إطلاق مدفعي أو صواريخ أرض ارض، وليست العابا نارية!! وفي أغلب دول العالم وبخاصة المتحضرة منها تكون هناك مواقع مركزية مهمة ، وعوالم شامخة يتم التعبير فيها عن اطلاق الالعاب النارية ، أما في العراق فتتحول احياء بغداد وبعض المحافظات الى (ساحات حرب) تنطلق من أغلب الشوارع وفوق أسطح المباني، وكان الله في عون الاطفال والشيوخ الكبار والمرضى، الذين يصابون بالهلع والعرب من شدة اطلاقات المدفعية والصواريخ التي تحول بيوتهم ومساكنهم الى رعب ثقيل الوطأة بدل ان يتم التعبير عن الفرح بطرق حضارية ، أقل رعبا وقلقا ، وبخاصة ان العراقيين متعبون من وضعهم الأمني ، فكيف اذا كان الجمهور نفسه سببا في الحاق الأذى بهم ، وتعكير اجواء الفرج بكل هذا الصخب الذي لايعبر الا عن حالة عدم وجود إحساس بالتعبير عن الفرح ، بطرق ووسائل أكثر تداولا، كالرقص والغناء والطرب ، والمشاركة في الحفلات المعتادة واختيار اماكن محددة في مناطق مهمة، لا ان تتحول احياء بغداد الى مايشبه ساحات الحرب!!وربما تعد فترة عيد المولد النبوي العام الماضي وحتى هذا العام والتي استمرت لاسبوع تقريبا، من أسوا حالات التعبير عن مناسبة دينية كهذه..الا يعني ان الاصرار على التعبير عن الفرح بطريقة تخرج عن السيطرة ، تمثل إهانة للمناسبة وقرفا منها، لأن الكثيرين بنا أساءوا اليها من خلال طريقة التعبير عن فرحهم او ابتهاجهم بها، وكان الاحرى بهم ان يتخذوا من وسائل تعبير حضارية هادئة ، كطريقة أمثل وأقل أذى للاخرين وبدون كل هذا الصخب الذي احال ليالينا الى ايام مرعبة في المولد النبوي، وكان البعض يريد ان يرد على مثيري الاحزان بطرق أكثر رعبا منهم، أو لنقل انتقاما مما تجري فيها من ممارسات، ليقول ان طريقتي في التعبير هي الافضل من ممارسات الآخر!! ولا يدري عشرات الالاف من العراقيين لماذا لاتضع الجهات الامنية حدا لتلك التجارة البائسة وهي تجارة الالعاب النارية المرعبة ، التي تحولت شوارع بغداد الى اطنان منها، ما زرع حالات من الرعب والقلق والاسى ، أكثر من حالات التعبير عن حالات فرح، يفضل ان يتم إحترام متطلبات الصغار والكبار وعدم ميلهم لهكذا انماط من التعبير المتطرف بطرق لاتليق حتى بالمناسبات الدينية ان لم تكن تسيء اليها في أغلب الاحيان!! هناك من يقول ان افراح العراقيين قليلة ، ولهذا تجدهم يعبرون عن حالة الفرح بطريقة تخرج عن كل السياقات في التعبير..لكن العراقيين يبقون في كل الاحوال متهمون بأنهم من أكثر شعوب الارض تعبيرا عن حالات التطرف في الافراح والاحزان، بما يفقد كل تلك المناسبات طعمها وتحولها الى نقمة، وربما مأتم ، وتعد المناسبات الرياضة المفرحة كذلك واحدا من تلك النماذج الاكثر تعبيرا عن حالات من هذا النوع، في بعض المناسبات!! |