الصحفي هو الذي يقوم بنقل الاخبار والمعلومات والثقفات المتعددة بموضوعية وشفافية وحيادية ويتطلب من ذلك الصدق والأمانة والمحافظة على سرية مصادر المعلومات وأن لايلتجىء للتشهير والتطاول كما تدار صحافتنا العراقية بصحفيين هدفهم تشوية الحقائق وتصدير المقالات المروجة عن الحقد والكراهية , ولو ذكرنا اسماء وتفاصيل من يقومون بقلب الحقائق وتشويه مجريات الامور والمبالغة في حيثيات الوقائع لأصبح النزاع والرد طويل ويأخذ مساحة وحجم اكبر تشغلنا عن هدفنا الأسمى والأرقى في معالجة قضايانا الشائعة في مجتمعنا , كما لايغفل علينا ان الصحفي هو الذي يرتقي بعقول الناس ويكون حلقة الوصل بين المظلوم الذي هدرت حقوقه وبين صاحب القرار ويستطيع ان يقلص فجوة الظلم وينهي الكثير من المعاناة , فهل يا ترى ان في بلدي مثل هذا النموذج من الصحفي وهو من إمتاز بالعدل والجرأة والبحث عن المتاعب ليبقى ويعيش طويلا ولايتعرض للأذى , أن الضجة الاعلامية المفتعلة والصيحات والزيارات والمقالات المتكررة وهي تنادي باطلاق صراح الصحفية افراح شوقي وما أشيع الى حادث الخطف او الاعتقال المنظم انها اختطفت من دارها ومصادرة اجهزتها والعبث في محتوياتها الشخصية, وقد تسارعت جهات اعلامية من صحف وقنوات الى اتهام مليشيات مسلحة على الفور دون التحقق واستنظار مزيدا من الوقت لمعرفة اهداف عملية الاختطاف او الاعتقال , وان دل على شيىء فيتضح ان الحقد والنظرة وما يحيط بهذه الصحفية من علاقات ترتبط معها بعض الاجهزة الاعلامية والصحفيين خارج العراق ومن الدول المجاورة وبالاخص الخليجية التي استنكرت تلك الحادثة بشدة ووصل الاستنكار الى الصحافة المصرية والفرنسية , في الوقت الذي شهد العراق تفجيرات متزامنة وبقوة ازهقت الكثير من دماء العراقيين ومن مختلف طوائفهم فلم اجد المستوى والتفاعل والاستنكار وتشخيص الاتهام الى تنظيم داعش بقدر وحجم ردة الفعل على اختطاف الصحفية افراح القيسي ,بل بعض الصحف كالمدى والشرق الاوسط وغيرها من يحملون شعور القومية والتعصبية ومجانبة الحقيقة انكرت حتى في مقالتها مفهوم الدولة والنظام وسيطرة الجهات المسلحة وهي اشارة غير مباشرة الى الحشد الشعبي , مما يظهر عن الحقد والكراهية وعدم اللا مبالاة في ان تكون للشعب العراقي حكومة وطنية مستقلة وهدفهم من ذلك هو التشوية حتى على انتصارات الحشد الشعبي الذي اوقع الهزيمة وقلع حصون الماكثين من القوميين والتعصبين في العراق وهدد مضاجع الفصائل المسلحة التي ارادت باهلنا والعراقيين جميعا الشر والسوء , هنالك عشرات الصحفيين اختطفوا وقتلوا ولم تحدث ثورة غضب واعلام كثورة افراح شوقي ولو ان نقيب الصحفيين الاستاذ مؤيد اللامي تعرض للاعتقال لما صب الاعلام والصحفيين والقنوات المغرضة صيحات واستنكار كتلك التي جاملت وغردة واستنكرت حتى من رجال دين للصحفية المعتقلة بسبب بعض مواقفها المتشنجة حسب ما تداولته وسائل اعلامية مستقلة ووسائل التواصل الاجتماعي بكشف ملابسات سبب عملية الاعتقال وليس الاختطاف , بعظهم من قال ان تلك العملية كانت مدبرة ومخططة مع بعض الصحفيين والاعلاميين لاعطاء مبرراً الى الصحفية للحصول على الاقامة بالدول الاوربية دون الاعتراض عليها , كنت اتمنى ان تتساوى صيحات بعض المغرضيين من العلاميين بنفس وقوة استنكارهم واظهار شعبنا وهو مكبل بجراحاته وخصوصا التفجيرات الاخيرة لم تأخذ قدرا من الاهتمام الكبيرلانشغالهم بعملية اختطاف الصحفية , وأن يتم نقل حجم المعاناة الى خارج العراق ليتعاطف مع تلك التفجيرات كل الدول التي شجبت بشدة عملية الاختطاف او الاعتقال ولتستنكر حكومات الدول المحيطىة بنا عن كل دم تسقط يوميا على ارضنا نتيجة ما يقدمونه من دعم الى تنظيم داعش , لازال الاعلام المسيطر والغالب على الشارع العراقي هو الاعلام القومي العربي بحيث له اساليبه في نشر الخبر والتأثير حتى على اصحاب القرار في الحكومة العراقية من خلال خبرتهم واتساع مناخاتهم وتعدد مراكز عملهم بفضل حرية الفضاءالممنوحه لهم وعدم تقيد وفرض رقابة شديدة على المؤسسات الصحفية الاعلامية العربية وهي تمارس اعلاما معاديا ينتج تأثير من خلال الدعاية والتشهير على الاقتصاد الوطني والانجازات العسكرية ويساعده بذلك بعض النواب , اما الاعلام العراقي فلازل يعاني الامرين الاول ان معظم الصحفيين البارزين المؤثرين في الوسط الاجتماعي في كتاباتهم واسلوبهم هم من البعثيين السابقين الذين يكتبون في الصحف العربية والعراقية وتبين ذلك من خلال تعاطفهم مع صحفية العروبة ومدى قوة التأثير في استقطاب العالم العربي في الداخل والخارج , والامر الثاني لازالت بعض المؤسسات الاعلامية الحديثة تنقصها الخبرة واهتمامها يتزكز على جانب واحد فقط اما ان يكون الولاء للجهة المغذية او الاهتمام بجانب ديني متخصص فقط متناسيا ان الاعلام فضاء واسع واصبح اليوم له تأثير في حسم المعارك الحربية في سوح القتال .
|