من منا لم يسمع بالسيد خير الله طلفاح إبان السبعينات والثمانينات وحتى وفاته عام 1993 , وكيف كان مولع بشراء القصور والبساتين من أصحابها بشتى الطرق والوسائل , منها من كانت تتم بواسطة إتباع سياسة الترغيب وأحياناً كان يلجأ لسياسة الترهيب كونه خال الرئيس وأبو زوجته , لكنه بالمقارنة مع طلفاح الشيعة الجديد يعتبر تلميذ صغير , إذا ما قورن بجشع وطمع حفيد آل الحكيم .. عمار عبد العزيز , الذي لطمعه بداية .. لكن على ما يبدو ليس ولن تكون له نهاية على المدى القريب , 14 عشر عاماً مرت منذ أن عبر الحدود العراقية الإيرانية من منفذ زرباطية الحدودي مع والده عزيز العراق !, و بعدها عمه المغدور محمد باقر الحكيم رحمه الله الذي دخل البصرة من أحد منافذها الحدودية مع إيران أيضاً , بعد عام 2003 فاتحين محررين وللسلطة ماسكين وبعد ما ينطوها مثل صاحبنا أبو إسراء !, وها هو عمار بعد رحيل عمه ووالده وحتى يومنا هذا أصبح يدير أكبر امبراطورية عقارية - مالية - تجارية - سياحية - نفطية - مترامية الأطراف منذ تأسيس وقيام الدولة العراقية الحديثة وحتى ما يشاء الله سبحانه . السيد عمار وكما يقال باللهجة المصرية , " الراجل عم بيحوّش " وصاير زي المنشار صاعد نازل بما تبقى من أشلاء وهياكل وعظام أجساد أتباع آل البيت وآل السيد قدس سره ..!, وبكل الطرق المتاحة وغير المتاحة صار يصول ويجول في بلد كلمن إيده إله , ورقم صعب ومعقد من أرقام النفوذ والفساد المستشري في البلاد بكل أشكاله وألوانه , في عراق مستباح بلا حراس ولا نواطير ولا حدود ولا ضمير أو مخافة من يوم الحساب لكل من هب ودب , يستولي على أراضي شاسعة وعقارات أصبحت ملك طابو مسجله بأسمه وبأسم السادة آل الحكيم والأقارب والأصهار, حتى من غير العراقيين !, وتحديداً من لبنان ومن الجارة إيران , وهذا كله غيض من فيض طبعاً , حيث لم تسّلمْ من جشعهم وطمعهم وشراهتهم حتى الأراضي والساحات والحدائق والمنتزهات العامة , ناهيك عن بيوت وأراضي المواطنين العادين الذين لا حول لهم ولا قوة ولا ناصر ولا قانون ولا معين يحميهم من السادة المجاهدين , خاصة إذا كانوا من طائفة (السنة أنفسنا )!؟.
سوف لن نتطرق عن أملاك وتحويشات السيد عمار في محافظات الوسط والجنوب وحتى محافظة النجف مسقط رأس آل الحكيم منذ وصول جدهم الأول الحكيم أي ( الطبيب ) الذي جاء برفقة شاه عباس الصفوي خلال أحدى زياراته للنجف عام 1508م - 913 هـ , وكذلك عام 1622 م - عندما طلبوا منه أهالي قرية النجف آنذاك أن يترك لهم هذا الحكيم بسبب افتقار النجف لطبيب يدواي الناس .. وهو عليلُ ؟, هكذا تقول الروايات والله أعلم !؟, ومع مرور الوقت تحول أبناء وأحفاد السيد الطبيب (الحكيم ) إلى سادة من آل بيت النبي وآيات الله ومراجع مضبوطين ضبط العكال ... إلى أن مَنَّ الله سبحانه وتعالى على المستضعفين في الأرض فجعلهم أئمة وجعلهم الوارثين ... بمعنى آخر حسب تفسير هذا النص أو الآية الكريمة , بأن كل هذه الأملاك والعقارات والثروات الخيالية والخرافية والتحويشات التي أصبحت ملك صرف لدى السيد الكتكوت عمار حفيد آية الله محسن الحكيم الذي أمضى حياته فقير جالس على حصيرة وسجادة بالية وساكن بيت متهالك في أحد أحياء وسراديب النجف الفقيرة , اتضح فيما بعد ومع مرور هذه السنوات الـ أربعة عشر العجاف بأنها حق من حقوقهم المغتصبة وما هي إلا ورث وحق شرعي ورثه السيد الحفيد عمار بعد أن عادت الحقوق الشرعية بالقوة والقدرة والحرية والدم قراطية " الأمريكية " إلى أهلها بعد 1400 سنة ولله الحمد والمنة !؟.
حيقية الأمر موضوع المرشد والمستشار وطلفاح العراق الجديد عمار !, بالذات موضوع شائك ومعقد ويحتاج لصفحات إن لم نقل لــ كتب ومجلدات .. فمغامراته ومتاهاته فاقت مغامرات سندباد وعلي بابا وعلي داده وعلي خامنئي .. وو إلخ , فقد هيمن وسيطر السيد حجة الإسلام والمسلمين بشكل غير مسبوق على مناطق بعينها في قلب العاصمة بغداد كـ "مدينة الكرادة والجادرية " والاستيلاء على بيوت أغلب الموظفين والمسؤولين السابقين في الدولة العراقية .. كبيت طارق عزيز الذي اتخذه عزيز العراق المرحوم الوالد مقر وبيت للعائلة العلوية الكريمة وحسينية للصلاة وإحياء المراسيم والمناسبات الحسينية !, وكذلك بيوت المسيحيين الذين هربوا بعد سقوط النظام مباشرة وحتى بعض المواطنين الذين تم سلب أملاكهم بالقوة وتحويلها باسماء الحواشي والأتباع وتغيير سندات الملكية الأصلية في أغلب دوائر الطابو بشكل شرعي وقانوني وحوزوي , ولا يهم من أي طائفة أو قومية أو مذهب .. شيعة سنة موالين نواصب مسيحيين , أكراد , لا يهم .. المهم الكرادة يجب أن تكون مربع أمني للسيد وحزبه وأتباعه وأقربائه ومليشياته , وهنا مفارقة غريبة وعجيبة بخصوص الاستيلاء على أملاك الناس والاستحواذ عليها عينك .. عينك , حيث كنا قد أشرنا إلى حادثة أو بالأحرى فتوى تاريخية صدرت من لدن المرجع جد عمار الحكيم في مجال الحلال والحرام , عندما أفتى سماحة السيد المرجع قبل 6 عقود تقريباً بحرمة الصلاة على الأراضي التي وزعها المرحوم عبد الكريم قاسم عام 1958 على الفلاحين أو بالأحرى الصعاليك والعبيد الذين كانوا مستعبدين وممتهنة كرامتهم من قبل حفنة من الاقطاعيين المتوحشين الذين وزعتم بريطانيا في جميع أنحاء العراق , وكانت لديهم صلاحيات دولة بفضل قوة وسطوة الاحتلال البريطاني آنذاك , بعد أن اضطر للخروج من العراق بعد ثورة العشرين الخالدة , وبعد تأسيس وقيام الدولة العراقية الحديثة عام 1921 , لكنه .. أي استعمار أبو ناجي ترك له أدوات وعيون وأذرع تبطش وتقمع وتذل وتستعبد الشعب العراقي .. بالضبط كما فعل ويفعل الاستعمار الأمريكي الجديد بعد عام 2003 , عندما سلط على العراق هؤلاء القادة والسادة والزعماء والمراجع الجدد , يبطشون ويعبثون وينهبون ويسرقون ويفتون ويحللون ويحرمون براحتهم وبحماية ومباركة أمريكية إيرانية ولله الحمد والمنة , في حين فقراء وتعساء الشيعة يعتاشون على المزابل والنفايات وهم يرددون شعارهم المعهود " هيهات منهم الذلة " !؟!؟.
المثير للدهشة والاستغراب أيضاً بأن السيد عمار لم يكتفي كما أشرنا أعلاه بالتجاوز على حقوق المدنيين والساحات العامة , بل تعدى ذلك بكثير , وباتت المدارس أو الأراضي التي شيدة عليها المدارس أيضاً مهددة هي الأخرى بالاستيلاء والاستحواذ عليها بشكل رسمي وقانوني قرقوشي جديد , وربما غداً سيشمل قانون الجشع الجديد الجامعات والكليات أيضاً , وستطالها قرارت المصادرة طال أمد الديمقراطية أم قصر ؟, حيث أفادت آخر الأخبار والمستجدات على الساحة الحكيمية بأن السيد عمار حفظه الله ورعاه ( يستولي على أرض مدرسة مساحتها 2000 متر مربع في قلب الكرادة بطرق ملتوية جديدة ويشرد طلابها في سابقة قانونية خارجة عن سياقات القضاء ..!, فقد كتب أحد الاعلاميين البغداديين ألا وهو السيد " علي زامل " على صفحته متهكماً : (( يعني السيد صارله سنتين شاغل نفسه !, ومسخّر جميع أدواته الاستخباراتية , بالداخل والخارج في سبيل الحصول على عنوان شخص , كان جده قبل خمسين عاما قد تبرع للدولة بارض مساحتها 2000 م مربع , بنيت عليها مدرسة اسمها " الـكميت " , تقع على الشارع الرئيسي لمنطقة " الكرادة خارج ", مجاور الشركة العامة للصناعات الجلدية , لكي يقدم هذا الشخص طعناً للهيئة العامة للنزاعات الملكية ويقول أن الدولة كانت قد اغصبت جده بالتبرع بهذه الأرض لها !, وأنه يطالب باسترجاعها بعد خمسين سنة ؟, مقابل مبلغ كبير من المال قدم له وهو جالس في بيته في أحد دول المهجر !, ليتم رفع الدعوة في بغداد واكتسابها الدرجة القطعية قبل أيام قليلة , ويتم اخلاء المدرسة تنفيذا لقرار المحكمة !, ويتسائل الصحفي ؟, طيب أنت من كونك عندك هذه الامكانيات , ليش ما سخرتها للمساعدة في كشف الارهابيين الي جاي يستهدفون الأبرياء كل يوم بالسيارات المفخخة ؟؟؟, ويضيف .. ألا لعنة الله على القوم الكافرين )) . أنتهى من خلال ما تقدم وبالعودة لعنوان الموضوع .. ألا تذكرنا بعض من هذه الأمور وغيرها بعد أن تربعت الدنيا على صدر عمار وأمثاله في دولة ومقاطعة خانج غان الشيعية !, وبعد أن أصبح الطمع والجشع صفة ملازمة لرئيس التحالف الشيعي وزبانيته , بتصرفات وجشع وطمع ومرض شراء بيوت وبساتين الناس بالإكراه من قبل المرحوم " خير الله طلفاح " كما أشرنا في البداية , عندما كان يأمرهم بل يجبرهم في بعض الحالات على بيع البيت أو البستان له رغماً عن أنوفهم , بالرغم من أن الرجل كان يدفع لهم أموال طائلة تصل في بعض الأحيان إلى أضعاف مضاعفة لسعر الأرض أو البيت ! , وحدث هذا الأمر لأشخاص نقلوا لنا شخصياً بعض من تلك الحالات , وكيف كان طمع وجشع المرحوم الذي انتهى به الحال إلى بتر ساقيه بعد أن أصيب بداء الـ " الغرغرينا " الذي يتسبب بموت الأنسجة الدموية للأطراف والعياذ بالله , لكن الرجل وللأمانة التاريخية وحسب علمنا لم يتجرأ الرجل في يوم من الأيام بالاستيلاء أو الاسحواذ على مدرسة أو دائرة حكومية أو مستشفى ... مثل أو كما هو أخونا عمار الحكيم وزبانيته , وللأمانة التاريخية أيضاً كان أكثر الناس يستنجدون ويلجأون في تلك الفترة لتقديم الشكوى للرئيس صدام حسين , لأنه الوحيد القادر على ردع خير الله طلفاح , وكان ينصفهم ويعيد لهم ممتلكاتهم , وكذلك كان بعض الأشخاص يتوسطون لدى المرحوم عدنان أبن خير الله نفسه , ليخلصهم من سطوة وقوة ونفوذ الوالد , لكن المصيبة والطامة الكبرى بعد عام 2003 وفي عصر الحرية والديمقراطية والشفافية وحقوق التعسان ( الإنسان ) في العراق الجديد , لا يوجد أحد يلجأ له هؤلاء الناس المساكين المسحوقين والمغتصبة والمهضومة حقوقهم , أو يشتكون عند جهة رسمية أو قضائية معينة تستطيع ردع أبن الحوزة " عمار الحكيم " وتوقفه عند حده !؟, ولم يبقى أمام هؤلاء المساكين والمستضعفين في دولة آل البيت إلا طريق واحد .. ألا وهو اللجوء إلى الله سبحانه والدعاء عليهم بأن ينتقم منهم ويخلص العراق وشعبه منهم ومن نفاقهم ودجلهم وجشعهم , بما فيهم براعم وتلاميذ المدارس المهددون بالطرد من مدارسهم , كما هم تلاميذ مدرسة " الكميت " في الكرادة , واللجوء بعد لله سبحانه للإعلام والقنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها , علهم يستحون أو يخجلون أو يخافون من مصير مشابه لما حدث للعائلة المالكة في زمن المرحوم فيصل الثاني وحكومة نوري السعيد كيف كان مصيرهم مأساوي وشنيع ... علماً أنهم لم يرتكبوا تجاوز واحد بسيط بحق أي عراقي منذ عام 1921 وحتى عام 1958 ... أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ... ويبدو أن قدر العراق وشعبه هكذا كان ويكون .. وإنه سبحانه له في خلقه شؤؤؤؤؤؤؤؤؤون ... وإنا لله وإنا إليه راجعون , ولا أحد يتنبأ إلى أين ستصل وستسير الأمور في هذا البلد المستباح والشعب المنكوب ... بعد أن تم تدمير ونهب وسرقة ومصادرة وبيع ما فوق الأرض وما تحتها .....
|