المالكي والكرد...من الخاسر ومن الرابح ؟؟ |
مثلت العلاقة بين الكرد والشيعة واحدة من علامات التميز في المرحلة التاريخية الممتدة منذ نهاية الستينات وحتى وقتنا القريب لما كان لهذه العلاقة من تقارب كبير بين الكرد والشيعة حتى انها أغاضت الكثير رغم ان الطرف الأول ينتمي عقائديا الى المذهب السني الا ان مواقف مراجع وقادة الشيعة في الدفاع عن قضايا الكرد وتحريم دمائهم والاشتراك بالمظلومية والاستهداف من قبل الطغاة وحدت المواقف وطورتها باتجاه الالتقاء في بوتقة النضال المشترك أثناء فترة حكم البعث والطاغية صدام المقبور. غير ان هذه العلاقة المتميزة شابتها بعض المشاكل والعقبات خلال فترة حكم السيد المالكي الثانية بسبب الأخطاء التي رافقت اداء السيد رئيس الوزراء وبسبب طبيعة تفكير القادة الكرد القائم على استغلال الفرص أسوء استغلال لدرجة تصل حد الابتزاز ساعدهم على ذلك الأخطاء القاتلة التي ارتكبها السيد المالكي في إدارته للازمات التي تسبب بها المكون السني وهو الطرف الثالث المستفيد الأكبر من سوء العلاقة بين الشيعة والكرد. وتصرفات السيد المالكي اتجاه خصومه الكرد تحديدا لا تنطلق من دوافع طائفية او عنصرية بقدر انطلاقها من دوافع سياسية ومصالح حزبية ترتبط باستحقاقات المرحلة الحالية.. ورغم ان خطورة تداعياتها ليست بالدرجة المميتة الا أنها ستكون مؤثرة في نتائجها المستقبلية اذا لم يتم معالجتها بصورة حقيقية ونهائية في ظل نزق الكرد وعنجهية الحكومة وأمنيات المكون الثالث. وواضح ان إفرازات أخطاء المرحلة الحالية في طبيعة العلاقة مع الكرد "التي تمثل هذه العلاقة واحدة من استراتيجيات الفترة الحالية والمستقبلية للمكون الشيعي والكردي على حد سواء" ستعطي نتائج متباينة للطرفين وهذه من المتناقضات التي املتها ظروف العراق المضطربة ففي الوقت الذي استفاد الكرد من هذا التازيم ولو مرحليا تضرر المكون الشيعي من تداعيات هذا الوضع لانه بات قريبا من ان يخسر حليفا قويا تجمعه معه الكثير من المشتركات ولا تفرقه الا المصالح وهنا يفترض بان تحل الخلافات بالتوافق والتراضي لا بالقطيعة والاستهداف خاصة وان الطرف الثالث يختلف مع الشيعة في كل المشتركات والمصالح تقريبا وهذا الاختلاف احد النقاط السيئة التي جعلت الكرد يطالبون بأكثر مما يستحقون. عودة على ذي بدأ فان حسابات الربح والخسارة تجعل الكرد في الوقت الراهن هم الرابح الأكبر سواء في المكتسبات المادية او الاستحقاقات السياسية الا ان استمرار الكرد بإرضاء إطماعهم ربما لن يعطي ثماره دائما لان كثير من العوامل الخارجية والداخلية قد تدخل على خط الخلاف والاختلاف لتعيد رسم مسار الأمور وتعيد رسم الخارطة السياسية والجغرافية من جديد وليس هذا فقط بل ان طبيعة الصراع بين المكون السني والكردي طبيعة تراكمية ثأرية من الصعب حلها اذا لم تكن من المستحيل خاصة ما يتعلق بالأرض والتاريخ والسلطة والسطوة . ربما يكون المالكي الخاسر الأكبر في علاقته المضطربة مع الكرد لأنه خسر الكثير من قاعدته الجماهيرية ليس حبا بالكرد وإنما بسبب كثرة الأزمات التي عطلت الخدمات وأيضا يعتبر المالكي خاسرا في تحالفاته لان الكرد سيكون لهم موقف اخر مع المالكي اذا ما رشح نفسه من جديد لرئاسة الوزراء وان كان المالكي وبعض المتفائلين والضالعين في الشان الكردي لا يتوقفون عند هذه الفقرة كثيرا لأنهم يعتقدون ان الكرد ليسوا اصحاب مواقف مثلما هم اصحاب مصالح. |