العراق بين تسويتين.. وثالثة تحت الطاولة؟!
يدخل العراق دوامة جديدة، من المؤامرات المخفية، تنسج في جنح الظلام، أبطالها هم من قادوا الوطن إلى هذه الحفرة العميقة، ثم طلوا علينا ليضعوا حلول وتسويات لإخراج البلد من هذه الحفرة المظلمة.
القارئ للوضع الحالي، يرجح ثلاث خيارات لا رابع لهما، أما نذهب إلى التقسيم، وما يترتب عليه من أوضاع إقليمية ونفوذ، أو البقاء على هذا الحال مع الصراعات وضياع الثروات بين فلان وعلان، أو الاتفاق على شروط يضعها الجميع؛ وتناقش، لتعايش سلمي بعراق واحد وتحت خيمة واحدة، ينعم الجميع بالأمن والآمان.
طرحت تسويتان من جهتين سياسيتين، الأولى تسوية وطنية تاريخية تطبق على عدة مراحل، ونشر مسودة لبنودها، بمضامين عالية، من مراحلها؛ السلم المجتمعي، فيما تحسس البعض منها وأعلن حربه عليها، لتسقيطها جماهيريا، ونجح من خلال جيوشه الاليكترونية.
التسوية الثانية طرحت، بتقديم التسوية المجتمعية، على باقي التسويات، وتاطيرها بالتصالح مع المعتدلين، دون تحديد مؤشرات المعتدل وكيف الاستدلال عليه ووصفه بالاعتدال؟
أما التسوية الأكثر خطرا على مستقبل العراق، وعلى مستقبل شعبه المظلوم، هي تلك التي تعقد في الغرف المظلمة، وتقدم بها التنازلات، ويتاجر من خلالها بدماء الشهداء، قام بها من رفض التسوية العلنية، وحارب كل ما يدعوا إلى التسامح وتصالح وسلم المجتمعي والتعايش السلمي.. علنا هو يطبل ويهلهل بالطائفية ويتهم الجميع بالخيانة والعمالة، ثم يذهب ويعقد الصفقات تحت الطاولة، ويخرج رأسه ليتهم الوطنيين بالتصالح مع المجرمين، هكذا تتم التسويات الملطخة بدماء الشهداء، دون علم الشعب، كتلك التي عقدت مع اثيل النجيفي ليصبح من قادة الحشد المقدس؟!
التدهور الأمني الذي نعيشه الآن، لا يمنعه جهاز سونار، ولا كثرة عدد القوات الأمنية، ولا  زيادة عدد نقاط التفتيش، الحل الحقيقي يجب أن يشمل، الدول الداعمة للإرهاب، اليوم نسمع داعش وغدا ستظهر بأسماء جديدة، مهمتها الضغط على العراق، لتنفيذ أجندات ومصالح ونفوذ، الحل هي تسوية داخلية وخارجية لوقف نزيف الدم.