المالكي أرادها أغلبية فجاءت كارثية

 

مثلت نتائج انتخابات مجالس المحافظات الأولية والتي جرت في العشرين من شهر نيسان الفائت نهاية محتملة لمرحلة" ما ننطيها" التي أشاعها أتباع السيد المالكي بسبب النتائج المتدنية التي حصل عليها ائتلاف المالكي ومن معه رغم تسلحه بأسلحة الكابينة الحكومية وأصدقاء السلطة وكاريزما القائد وإمكانيات الدولة. والسيد المالكي عول كثيرا على نتائج انتخابات مجالس المحافظات لأنها المجس الحقيقي لرسم الخارطة السياسية للمرحلة المقبلة والتي تتمثل في الانتخابات النيابية مطلع العام المقبل وتتمثل كذلك بطبيعة التحالفات التي ستجمع المالكي بخصومه لذا فانه استعد مبكرا وحشد القوة اللازمة لهذه المهمة والتي تمثلت بنوع وكم الأطراف التي تحالف معها الا ان نتيجة الانتخابات كانت كارثية على المالكي وعلى حزبه بالتحديد لان نتائج الانتخابات بمجملها أشرت تراجع كبير في شعبية المالكي انتهى معها مفهوم الأغلبية وأشرت تقارب كبير في النتائج بين تحالفه وتحالف ائتلاف المواطن بزعامة السيد عمار الحكيم وأشرت أيضا ان موقفه في تحالفه مهزوز ومنكسر لان بعض المتحالفين جاء بأفضل مما جاء به اتباع المالكي وهذه الأفضلية تمثل مشكلة كبيرة للمالكي بحد ذاتها لان قطبيته ومركز القائمة ستكون عرضة للمساومة والتنافس من قبل الأطراف المتحالفة معه. وواضح ان المالكي أرادها أغلبية يذهب بها إلى البرلمان لتكون سيفا مسلطا على رقاب القوائم الأخرى للاحتفاظ بمنصبه سواء كان الآخرين مقتنعين او رافضين لان صوت الأغلبية هو من يتكلم ولا صوت اعلى منه الا ان حقيقة ما جرى في انتخابات مجالس المحافظات أوصل للمالكي رسالة مفادها ان كل ما قمت به من أزمات لتحشيد الشارع طائفيا ومن اجل التمسك بكرسي الحكم قد أطيح به اما بسبب حسن الإعداد والبرامج التي أطلقتها القوائم الأخرى او بسبب حالة الإحباط التي أصابت الناس بسبب كثرة الأزمات وقلة الخدمات وهؤلاء لم يمنحوا صوتهم وفضلوا المقاطعة والانزواء. لم يبقى للمالكي متسع من الوقت لتصحيح الأخطاء التي ذهبت بأغلبيته في انتخابات مجالس المحافظات من اجل العمل على إعادتها والتمسك باستحقاقاتها في الانتخابات النيابية المقبلة كما ان خلق الأزمات والتمترس بخندق الطائفية والترويج للرجل المنقذ والمخلص ومختار العصر لم تعطي ما كان ينتظر منها بل كانت رجع سلبي لتسطيح عقول الناس والتعويل على فطرتهم وطيبتهم،وربما ستزيد الفجوة بين الناخب من جهة وبين رئيس الحكومة من جهة اخرى بعد تصاعد حالة الوعي الانتخابي التي بدأ الناخب يتمسك بها. من المؤكد ان السيد المالكي لا يملك اي سلاح للبقاء بمنصبه غير حكاية الأغلبية التي يراهن عليها مع اتساع دائرة الخلاف مع الشركاء السياسيين،وذهاب هذه الاغلبية لا تعني انه سيفكر بالتخلي عن هذا الملك الزائل بل سيفكر بطريقة اخرى تساعده على البقاء فترة اخرى حتى لو تطلب ذلك التحالف مع جيش من الابالسة.