إن التعليم رسالة حضارية عظيمة ، وهي أساس الفكر الأنساني والحضارات ، أن الاعتداءات على الكوادر التعليمية هي بمثابة استضعاف لهيبة القانون والدولة . أن ظاهرة إهانة المعلم والتجاوز على كرامته ، اصبحت شائعة في وقتنا الحاضر ، وتتكرر من وقت الى لأخر ، سيما وأن هذه الظاهرة تركت آثارا سلبية في المجتمع . بعدما كثرت الدعوات الى الحد من العنف المفرط ضد تلاميذ المدارس في العراق ، برزت مشكلة إخرى تمثلت في الأعتداء على المعلمين من قبل التلاميذ أو ذويهم في عدد من المدارس في مختلف المحافظات ، مما أثار إستياء الكوادر التعليمية ، ونظم هؤلاء تظاهرات ووقفات أحتجاجية طالبوا خلالها بتشريع قوانيين تمنع الاعتداء عليهم ، بالاضافة الى وقف التدخلات العشائرية في المؤسسات التعليمية في البلاد . ليس ابشع من حادث في بلد اسوأ من إهانة المعلم الذي " كاد أن يكون رسولا " وليس هناك من سوء اكثر من أستهتار حملة السلاح فيها . نشرت على نطاق واسع حادثة الاعتداء الاثم على مديرة إحدى المدارس في محافظة ذي قار ، الواقعة بأختصار كالاتي ، سقطت أحدى الطالبات في ساحة المدرسة وأصيبت في ساقها ، جاء والدها الضابط وحمايته الى مدرسة رقية الابتدائية في منطقة الصدر بالمحافظة مطالبا بطرد الطفلة من المدرسة التي كانت سببا بسقوط ابنته ، وعندما رفضت المديرة لأن القانون لا يجيز لها ذلك ، انهال عليها بالضرب والشتائم امام الاسرة التعليمية وطلبتها ، وكانت النتيجة نقل المديرة الى المشفى لاصابتها بكدمات وانهيار نفسي حاد . إن عدم احترام المؤسسة التعليمية يرتبط بضعف القانون ، وأن الدولة تتحمل مسؤولية حماية الكادر التعليمي من أية اعتداءات ، من خلال تشريع قوانيين وفرض عقوبات صارمة بحق أي طالب أو ولي أمر يعتدي على معلم . يبقى المعلم شمعة مضيئة في درب العلم والمعرفة ، بعيدا عن الفساد والمفسدين والمحسوبية والطائفية المقيتة التي نخرت جسد المجتمع ، وليؤدي رسالته برضاء وراحة نفس ، لتربية وإعداد الاجيال الواعدة ، وكما قال الشاعر والكاتب اللبناني جبران خليل جبران { أيها المعلم سنكون خيوطا في يدك وعلى نولك ، فلتنسجنا ثوبا أن اردت ، فسنكون قطعة في ثوب العلى المتعالي } .
|