"ماذا عن العقد الاجتماعي لأكراد سورية !؟"
 
 
أن يعلن جزء من الأكراد في شمال شرقي سوريا أنهم أقروا “دستورا” لهم، أطلقوا عليه “العقد الاجتماعي”، يهدف إلى “تنظيم حياتهم” في شمال سوريا حتى إقرار “دستور ديمقراطي يضمن حقوق كل السوريين”، وفق ما ورد في الوثيقة السياسية للمجلس التأسيسي. وسيعقب ذلك إجراء انتخابات في غضون ستة أشهر. هذا الحديث بتنا نسمعه يومياً وبصيغ مختلفة من حديثٍ لبعض القوى الكردية والشخوص الراديكالية، عن نيّتها إنشاء إقليم أو بالأحرى دولة مستقلة في شمال شرق سورية، بعد ضمّ مناطق جديدة لمناطق تواجد الاكراد بسورية، وهذا الحديث ما هو إلّا حديث يدلّ على انتهازية بعض الأكراد الراديكاليين، ومن يقف في صفّهم، فلقد أثبتت المرحلة الحالية، انتهازية بعض قادة الأكراد السياسيين، وهذه الانتهازية تجعلهم يتعاملون مع النظام الرسمي السوري، للحصول على مكتسبات قومية من جهة، فيما يتعاملون مع ما يُسمّى القوى الدولية الداعمة لما يسمّى «المعارضة» السورية المعتدلة منها والمتطرفة… على أساس أنهم فصيل أساسي من فصائل المعارضة.
 
 
 
 
 
وهنا بالتحديد لا يمكن إنكار حقيقة أن طيفاً واسعاً من اكراد سورية، ما زالوا في خندق سورية الدولة ووحدتها، واليوم في سورية، تمتدّ مناطق تواجد الأكراد على مساحاتٍ واسعة إلى حدّ ما بشمال وشمال شرق سورية… عين العرب، عفرين، رأس العين، القامشلي، جرابلس، الحسكة… وهم يشكلون ما نسبته 5% تقريباً من عدد سكان سورية، وهنا يجدر بنا التنويه، بأنّ اكراد سورية بمعظمهم، كان لهم موقف خاص من مسارات الحرب على سورية، والتزموا مسار الحياد المرتكز على موقفهم الداعم للدولة السورية.
 
 
 
 
ولكن بعد بدء التنظيمات المتطرفة لمعارك واسعة، تستهدف أماكن تواجد الأكراد، اضطر الأكراد لحمل السلاح، لحماية أنفسهم وأماكن تواجدهم، ومن هنا استغلّ البعض من الأكراد مدعوماً بأجندة دولية، حمل السلاح للأكراد، لاستثماره بمواقع أخرى، سعياً من هؤلاء لحرف مسار بوصلة أكراد سورية لغير موقعها الصحيح… من خلال الحديث والمطالبة بحكمٍ ذاتي للأكراد، وفي مناطق واسعة من شمال وشمال شرق سورية.
 
 
 
اليوم لا يمكن إنكار حقيقة أنّ بعض الأكراد المسيّسين، يحاولون منذ عشرات السنين، البحث عن وطنٍ لهم على حساب العرب، ولا يهمّهم للوصول الى هذا الهدف، التعامل والتعاون مع أعداء العرب، ولنا في التجربة العراقية خير شاهد ودليل، منذ أيام الزعيم الكردي – الملا مصطفى البارزاني الذي تعاون أحياناً مع شاه إيران، وأحياناً كثيرة مع العدو الإسرائيلي، ليتسبّب في الكثير من الحروب في شمال العراق، منذ أيام أول رئيس للجمهورية في العراق ـ عبد الكريم قاسم ـ وانتهاء بأيام الرئيس السابق صدام حسين، بحجة البحث عن حكم ذاتي للأكراد.
 
واليوم، يحاول بعض الساسة الأكراد السوريين، المرتبطين والمدعومين من أجندات خارجية، تكرار نفس السيناريو العراقي في سورية، فهؤلاء يريدون استغلال سوء الأوضاع السياسية في سورية، لتحقيق «مكاسب قومية»، ووصلت بهم «الوقاحة»، للاعتراض على وحدة سورية وعروبتها، وهنا نقول إنّ من حقّ الاكراد أن يكون لهم هوية ثقافية داخل أيّة دولة عربية، ولكن ضمن إطار الهوية السياسية العربية لهذه الدولة، وليس السعي لانتزاع هذه الحقوق بقوّة السلاح.
 
 
ختاماً، لا يمكن إنكار حقيقة أنّ عسكرة بعض أكراد سورية، وتسليحهم من قبل منظومة الحرب على سورية، ستكون له آثار وتداعيات سلبية في المستقبل، نتيجة حجم الضخ الكردي الذي يسعى البعض لتجييره، خدمة لمصالح تقسيمية لسورية الدولة.