الـ٧بـ٧ والدم بالدم: منطق الخاسرون!
في ظل أزدياد نسب المهاترات والمشاحنات الطائفية في بلادنا، ظهرت كائنات جديدة على الساحة السياسية، تتميز بأصواتها النشاز المحرضة، التي لا تعرف إلا لغة الدم والثأر، والمتاجرة بدماء الشهداء وتضحيات المجاهدين، ولا تهتم للدماء التي تُراق بسبب مزايداتهم الدنيئة، فهمهم الأكبر هو أصواتٌ إنتخابية تدخل الى حسابهم بعد بجاحتهم!
التخلف والجهل، كان السبب في وصول هذه الكائنات الى أماكن ومناصب مهمة في الساحة الحكومية والسياسية، وانتشار الجهل هو من سبب انتشار ظاهرة التعصب المذهبي والقومي عند بعض فئات الشعب العراقي المختلفة، والاصوات الانتخابية لهؤلاء المواطنين هي التي تسببت في اعلاء الاصوات النشاز تلك، والتي أدت الى زيادة الاقتتال الطائفي والتحسس بين مكونات الشعب وطوائفه.
أصوات تنادي لقتل الاخر، وتدعوا للمحاصصة بين من أُريقت دمائه، مثل تلك التي تنادي أن يُقتل سبعة سنة كما يقتل سبعة من الشيعة، وتلك التي تدعوا الى ان تُفجر الأعظمية كما يُفجّر في الكاظمية، وذاك الذي يقول أن الوطن لطائفته والآخرين دخلاء، والآخر الذي كان يصف القاعدة على أنهم إخوته، العجيب في الامر أن هؤلاء أعضاء مجلس نواب، وقادة كتل سياسية، أي أنهم ممثلي شعب!
ممثلوا شعب! إنها المهزلة فعلا، فهل قُدر لنا أن يمثل شعبنا من لايفهم معنى الشعب؟ هل كُتب علينا أن يقود موطننا من لا يفقه معنى الوطن والمواطنة؟ ألم يجد المواطن أصواتاً وطنية، أم أن الشعب لا يريد هذه الأصوات الوطنية؟ الجواب هو فعلاً أن المواطن في بلادنا لا يرغب في أصوات تُمثل الطيف العراقي بأكمله، بل يحاربها ويعاديها ويكرهها، وهو من أختار ممثلين طائفيين لا ضمير لهم، ولا وطنية!
المدهش فعلاً أن نسبةً كبيرة من المواطنيين تُطرَب على هذه الاصوات، وبعد كل لقاء تلفزيوني أو تصريح صحفي تعصبي لمطربهم المفضل ذا الصوت النشاز، تجدهم مبتهجين لعلو صوت صاحبهم أو صاحبتهم على الآخر، والمضحك أن جمهور الطرفين فرحين لأن صاحبهم هو من انتصر، وكأنهم لا يعلمون أن لا نصر في هذه المزايدات العفنة!
حين يُسمى المعتدل في بلادنا منبطح، هذا يعني أن التعصب فيه هو السائد، وحين يُعادى هذا المعتدل لأنه يتكلم باسم المواطنة، فهذا يعني أن الطائفية صارت بطولةً عند شعبنا، وللأسف نحن نرى هذه الحالات فعلاً، فالعداء لذاك الحكيم المظلوم أبرز مثالاً يُضرب لهذه الحالة.
إن أردنا الخير لبلادنا، فلا بُد من إخراس تلك الأصوات، ولإخراس تلك الأصوات لابد من إعلاء صوت الاعتدال والمواطنة، لابد من الوحدة والتسوية، ولابد من النظر للمواطنين أجمع سواسية، وأن لانفضل أحداً على غيره لأجل مذهبه!
إن الداعشية صفة تُطلق على كل من يملك صفات الارهاب العفنة، وهذه الزُّهمة، وهذه الشخصيات اللئيمة، المحرضة، سواءً كانت من الشيعة أو السنة او غيرهم، لافرق بينهم وبين داعش ولا بُد أن يكون عقابهم كـ عقاب كل إرهابي
لا يريد سوى نشر الشر في عراقنا، ولا بُد أن تكون السجون مقراتهم، لامقاعد البرلمان!