الفساد إرهاب أخطر من النازية |
يعُد الإرهاب أكثر خطورة من النازية والفاشية، التي تجسدت على شكل دول وجيوش واضحة؛ يمكن محاربتها فكرياً وعسكرياً، ولكن الفساد يصنف اخطر من الإرهاب, أن لم يفوقه بالخطورة, والفساد بوصفه شبح يكون أكثر دهاء, ومخاتلة يصعب تشخيصها، ويتحرك بأمكنة لا يمكن إعاقته بشكل مجسد؛ بتخفيه وتنكره برداء الوطنية, ومطالب الشعب!!. ثمة عوامل عديدة تجمع بين الفساد والإرهاب؛ تجعل من الحقائق صور للترابط بين هاتين الآفتين، وأن كانت النازية والفاشية من صنع جهات خارجية؛ فأن الفساد والارهاب من دفع خارجي وتنفيذ الداخل، فالإرهاب؛ يخدع الشباب بالفتاوى المزيفة, وتسطيح الفكر ومقاربة المنطق؛ وتحريف النصوص المقدسة، وعلى سياق مشابهة وأدوات مختلفة, وبادعاء تمثيل جماهير وبكاء على قضاياهم، يُسرق الشعب من قبل مافيات الفساد. يعتقد أحياناً إن سبب الفساد ناتج من دوافع الحاجة المادية، وتنطبق على الإرهاب كنتاج عن الحاجة العقيدية, كالكبت الجنسي والجهل والظلم التي تعوض بالترويض والعلم والعدل، ولكن الحقيقة إن السبب هو فقدان الفرد مقومات التربية الصالحة، والبحث عن تعويض النواقص بالانتقام، وفي الواقع نجد مَنْ تأثر بمسببات الفساد من الأثرياء وأصحاب النفوذ, ومن هم من الطبقات الاخرى تحولوا لفاسدين تكنوقراط. حاليا اصبح الفساد يشكل مجاميع؛ بدوافع شتى متوافقة أو متناقضة، وتوجهات نفسية واجتماعية وسياسية واقتصادية، وثمة عوامل اخرى منها النزعة اللا وطنية وحب الانا, يظللون المجتمع بمظاهر حسنة، مثلما يفعلها الإرهابيين؛ فأنهم يبيحون انتهاك الحرمات, ويسلبون الأرواح البريئة، ويدفعون البسطاء للانحراف، حتى يقنعوهم بالفتك بمن يخالفهم، وفق معتقد انهم حق وغيرهم باطل, وأن لم يكن موتاً سريعاً حتما سيموت تدريجياً. إن الفاسدين والإرهابيين؛ لا ينتمون الى جنس البشر السوي، لانهم ينتمون الى منابع ومواطن الانحراف والرذيلة, حيث يتحركون كما تتحرك الديدان على الفريسة، وأن اختلفت وسائلهم أو تصارعوا؛ تبقى نفس المسوغات تسير بهم نحن غاياتهم، ويتفقون على أن يكون غيرهم مشاريع ضحايا واستهزاء، وهم من يقررون مصير الاخرين, لذا فالفساد والارهاب سلوك ناجم من ثقافة سياسية منحرفة، وبيئة اجتماعية فاسدة. تحتاج مواجهة الفساد لثقافة التسلح بالحقوق الفردية والجماعية، وعودة الفرد لدوره في الحياة الطبيعية، وبالنتيجة إدراك واقعية اليوم الذي تلتف صغارها على مخانق كبارها، وتولد قوة انفعالية، عند شعور الصغار أن ضغط الكبار بدأ يشعرهم بالاختناق؛ يكشف على أن الفساد يوازي الإرهاب؛ بالتأثير على معتنقيه، وتشابه النتائج وأن اختلفت الأدوات. |