آفاق مفاوضات السلام في أستانا

 

 

قد دخل تحضير للمفاوضات حول التسوية السورية في أستانا المقرر إجراؤها 23 يناير مرحلة حاسمة. أحتلت ثلاث دول إيران وتركيا وروسيا مكاناتها رائدة في تحديد مستقبل سورية.

على أبواب مفاوضات في عاصمة كازاخستان أعلن الرئيس السوري بشار الأسد عن استعداده للتفاوض مع نحو 91 فصيلا معارضا باستثناء تنظيم "الدولة الإسلامية" و"جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقا).

كذلك يأمل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتحقيق نتيجة محددة في التسوية السورية. ويعتقد أردوغان أن الهدنة الحالية على الرغم من مخالفتها تفتح الطريق أمام السلام في سورية وأعرب أمله في تسوية الأزمة السورية سياسيا في عام 2017.

وعلى الرغم من التصريحات المتفائلة من قبل الأسد وأردوغان حول آفاق عملية السلام في أستانا تجعل القضايا العالقة المفاوضات المستقبلية بين دمشق والمعارضة صعبة للغاية. ولا تزال القضية الرئيسية فهي المسألة حول تكوين المشاركين التي أصبحت عقبة لا يمكن التغلب عليها في الجولات السابقة من المحادثات السورية السورية تكون موجودة.

أعرب ممثل "الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير" السورية قدري جميل عن أسفه أن الدعوات لحضور مؤتمر أستانا استلمت فقط ممثلي فصائل مسلحة والحكومة السوريةوليس المعارضة السياسية السورية. ووفقا له ينبغي أن الهدف الرئيسي هو تشكيل وفدا واحدا للمعارضة لأن وجود العديد من الوفود سيكون عقبة أمام المفاوضات المستقبلية.

والجدير بالذكر أن الأكراد السوريين غير مدعوين إلى مفاوضات أستانا على الرغم من استعداد عضو حزب الاتحاد الديموقراطي خالد عيسى للمشاركة في مفاوضات مع السلطات السورية لحل الأزمة في البلاد.

القضية الأخرى هي انتهاكات وقف إطلاق النار التي تتهم بها القوات الحكومية السورية وقوات المعارضة بعضها البعض. على سبيل مثال توجد خلافات بين دمشق وممثلي المعارضة المسلحة هناك بشأن الوضع في وادي بردى. وبحسب مركز إعلامي "سورية: النظر من الداخل" تواصل القوات السورية هجومها ضد "جبهة فتح الشام" ("جبهة النصرة" سابقا) وتنفذ اتفاق وقف إطلاق النار منذ 30 ديسمبر 2016 بالكامل.

ووفقا لأمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني السلطات السورية لا تستطيع إفشال محادثات السلام ولكن الجماعات المسلحة قادرة على العودة إلى مسار الحرب وسفك الدماء.

وعلى الرغم من التناقضات القائمة بين دمشق والمعارضة والمسائل المعلقة بشأن تكوين المشاركين سيصبح لقاء في أستانا مهما جدا وإنه يعتبر محاولة التوصل إلى حل وسط بين جميع الأطراف المعنية في النزاع السوري.