يناير.. أخلاق واقتصاد |
نظّمت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية الشلف ، محاضرتين بمناسبة العام كما هو معروف عندنا منذ الصغر، واحتفالات السنة الأمازيغية ويناير كما هو متعارف عليه رسميا.المحاضرة الأولى للأستاذ بوعبد الله سعدون، وتحدث بلغة عربية سليمة فصيحة عن الاحتفالات الرسمية بيناير عبر ولاية تمنراست وتلمسان والبويرة وتيزي وزو، والاحتفالات الشعبية الأسرية في ولايات جزائرية أخرى. وللدلالة على أهمية يناير يكفي أن الأسر الجزائرية مازالت تأكل الكسكس يوم الجمعة. وطالب أن نحافظ على الجزائر وعلى تاريخ الجزائر الذي يمتد للعمق، خاصة وأن وحدة الجزائرية مبنية على بعدها الإسلامي الأمازيغي وأول نوفمبر.عقب إنتهاء المحاضرة تدخل أستاذ من القاعة، فقال: حين بدأت فرنسا المحتلة عملية التبشير في الجزائر، واجهها علماء الجزائر بالاحتفال بيوم 12 جانفي، مخالفين في ذلك لما يحدث في 1 جانفي. ومن يومها والجزائريون يحتفلون بيناير 12 جانفي تمييزا لهم عن احتفالات المستدمر الفرنسي بالجزائر، باعتبارها مناسبة للم شمل الأسرة الجزائرية. ويبقى رأي الأستاذ يحتاج لمن يناقشه رفضا أو تأييدا. وتدخل بعدها الأستاذ بوعزدية ليلقي المحاضرة الثانية التي ارتجلها ودون أن يعد لها مسبقا، فقال.. يحتفل الجزائري بيناير من أجل الأبناء وليس لنفسه خاصة وأن يناير يحل والتلاميذ يدرسون وليسوا في عطلة. وهذه العادة تحولت إلى عرف تعارف عليه المجتمع الجزائري. وقال أن: الموسوعي سعد الله، والمؤرخ عبد الرحمن الجيلالي رحمة الله عليهم جميعا تحدثوا عن دور الأمازيغ في الجزائر. والجزائر شهدت اليهود، والمسيحيين، وعبدة الشجر، والنجوم، والكهوف، إلى أن جاء الإسلام ودخلت في دين الله أفواجا. ويناير يعبّر عن انصهار المجتمع. والأصل في يناير ليس هو الأكل ، إنما تربية وتجارة الثروة الحيوانية لتتحول إلى ثروة إقتصادية، إذن يناير له بعد إقتصادي. ويناير مرتبط بالأخلاق أكثر مما هو مرتبط بالماديات. والأمازيغ لم يذوبوا في الثقافات السابقة، كالوندال والرومان، بدليل أن كل الثقافات زالت إلا الثقافة الأمازيغية. ثم ختم محاضرته بقوله.. نحن أمازيغ عرب وليس عرب أمازيغ. بقيت الإشارة أن صاحب الأسطر تعمّد عدم نقل ما جاء على ألسنة الأساتذة المحاضرين تلك الوقائع ، والأسماء، والأرقام ذات الطابع التاريخي.
|