نفس الطاس ونفس الحمام

 

انه المثل الشعبي الشهير الذي يشير الى إن الوضع كما هو عليه، اي وضع اليوم كالسابق بلا تغيير، هذا هو الوضع السياسي في العراق، أنهينا اربع سنوات سابقة بحكومة الوكالات، واليوم تعاد الكَرَّة في الحكومة الحالية.

 

ما زالت حكومة السيد "العبادي" تعمل بالوكالة للوزارات الأمنية، والكثير من المؤسسات الحكومية، والظاهر هذه هي سياسة حزب الدعوة، لن تتغير في ادارة البلاد، كما هي سياسة (التيار الصدري)، حيث شهدنا مظاهراتهم المستمرة ضد الحكومة السابقة، واعتراضاتهم المتكررة على الاداء الحكومي، بدعوى الفساد المالي والاداري، وبعد التي والوتَيّا تنازلوا عن وزاراتهم الستة الى "للمالكي"للإكثار من وكالاته في ادارة الوزارات، والهيمنة المباشرة عليها من قبله ومن قبل حزبه، حيث ادت الى نتائج وخيمة امتدت تبعاتها الى يومنا هذا من فساد وفشل حكومي، ليعيدوا تجربتهم السابقة اليوم، بالمظاهرات وتنازلهم عن وزاراتهم للسيد العبادي، وكان تصريح "حاكم الزاملي" رئيس لجنة الامن والدفاع البرلمانية، الاخير على قناة دجلة في برنامج المناورة مساء يوم ١٠/١/٢٠١٧ انهم على ارتياح من سياسة "العبادي"، ومن ادارته للوزارات الامنية بالوكالة، كما قال الاخير -إننا من منح المالكي الحكومة في الدورة الثانية- ولقد اخطأنا بذلك-، ولم نكن صائبين في الاختيار، والحقيقة انهم ارغموا على منح المالكي ثقة الحكومة، وليست رغبةً منهم بذلك، كما ادعى انهم من منح العبادي ثقة الحكومة الحالية.

 

اذا كان التيار الصدري قد منح الاثنين ثقة الحكومة، اذا ما هي اسباب التظاهر، هل هي لفشل الحكومتين؟ ام للاستعراض امام الشعب؟ ام هناك اسباب اخرى لا نعلمها؟. التظاهرات ليست ضد العبادي وحكومته، اذا لأجل ماذا؟ وضد من؟ وفي كل مرة يقولون انها تظاهرات شعبية جماهرية، لا دخل لنا بها، وبعد أن تنتهي يقولون نحن من سعى لها ونحن من حققها! "العبادي" من جانبه في كل مرة يخرج علينا بتصريحاته المؤيدة للتظاهر!، اذاً ماهي الاسباب الموجبة للتظاهر؟ وماهي المطاليب؟ اذا كانت في السابق يطالب بها رئيس الحكومة، اليوم من هو الملزم بتنفيذ المطالب؟ البرلمان؟ هم يملكون (31) نائب و(126) مدير عام و (3) وزارات وهبوها للعبادي؟من محافظ بغداد؟ هو من كتلتهم!، من وزير الدفاع والداخلية؟ هم من طالب بإقالتهم! من الشعب؟ هو الشعب الي طالع للتظاهر!.

 

الى متى يستمر هذا الحال، حكومة الوكالات, والتظاهرات؟ هل سيستمر التيار الصدري بالإقتتال على الوزارات ومن ثم اهدائها الى رئيس الحكومة؟، هل سيستمر التيار الصدري بتأليب جماهيره في كل مرة لأجل تمرير صفقات واتفاقات خلف الكواليس؟ واستخهدامهم للنيل من الخصوم؟ والإطاحة بمن يختلف معهم بوجهة النظر؟ هل سنشهد في القادم تحالف العبادي والتيار الصدري، وماهي الوعود والشروط بين الطرفين؟ هل وعدهم العبادي بإطلاق المزيد من سجناء التيار الصدري؟ هل وعد العبادي الصدر بدعم مشروعهم في البرلمان؟ بالمقابل ماذا يعطون للعبادي؟ هل ستستمر سياسة التيار الصدري بجلبابين، هناك اسئلة كثيرة جداً تحتاج الى اجابات، وهناك الكثير من علامات الاستفهام حول ما يحدث تحتاج للتفسير،هذا ما سنعرفه في القادم القريب.