أبي من عرقٍ شربَ الطيف السماويَّ من ماء قرى المعدان . وخالي جهاد المدفعجي كان عريفا في الجيش ، شرب عصير اناناس من ثمر الحلم حنى لاتنحر رقبته شظية حرب ، ويذهب ابناءه لدائرة التقاعد ، وكان يحلم أن يذهبوا لسوق الصياغ . من اجل خاتم زواج ، ودرزينة دجاج . وثلاثة قدور من رز العنبر تهديها لنا جارتنا المندائية أم مسلم.أمي متعلمة في روضة اطفال في سان بطسبورغ . وأخي عبد اليمة . لم يكمل دراسته الابتدائية ولكنه اليوم في مقبرة صامتة إلا من عويل امهات الحشد الشعبي.لنا جار اسمه ابو ليلى مضمد خدم مع الانكليز ... احفاده لايعرف اسمائهم وتمنى ان يمنحهم بطاقات سفر الى زحل ليبيعوا هناك الاسرنجات ودواء البنسلين . وفي محلتنا كان هناك يهودا ، احفادهم اليوم في حيفا يبيعون بطيخ سامرا , والفحم الحجري المستورد من مناجم بافاريا . وكانت هناك أمهات القيمر وسلال الكراث ونساء من اهل الريف يصدرن الكفيار وخواطر شاه العجم الى اجفان الفقراء. وكان هناك الجامع والمندي . وليس هناك كنسيت ولا كنيسة ... وفي المندي كان الله بثوب ابيض ، وفي الجامع ثوبه أسود لأننا في عاشوراء... وفي كل عاشوراء . أخشن مندائي في عكد الصبه هو من يذبح خرفان ليلة الوحشة . تبرعا منه قبل ان يأتي موسم باريس الفني ويشارك برجيت باردو في اخر يفلم من أفلام اساطير عاداتنا السرية . كان المندائيون جيراننا ... وأبي يحبهم لسبب واحد ... أن دمه الآشوري يمشي في انهارهم حتى يصب في مجرى النيل ... وهو وهم كانوا يعشقون اغاني ليلى مراد... لكن ابي هرب مع هند رستم الى الكاميرون ... وزهرون المندائي هرب مع نادية لطفي الى جهة المشخاب... وقتها مَنعت السينمات افلام الحب وبدلا عنها وضعوا لافتة تقول : التمني الى اشعار اخر .... تلك الميثولوجيا ذهبت مع رياح المواسم العاطفية . لم يبق منهم شيء في شارعنا ... سوى شبكات الانترنيت .. أما ابي .... فأبن ( العاهرة ) جنرال الغفلة بدباباته حول قبره الى كشك لبيع سكائر المارلبورو... كان قاسم حربي المندائي الفارع الطول يعشق حضيري أبو عزيز وجون واين . أمي تضحك وتسأله :قويسم لماذا لاتعشق علي الاكبر معهم ..؟ يرد قاسم :واعشق كل شيء يأتي من أجفان العباس., هم معنا .. ونحن معهم ... المندائيون أساطير بقايانا ... ونحن باقايا معلبات الفاصوليا........! 2
أجلس في رواق المندي المندائي وأتذكر كل هذا .. دكة بيتنا .. شراع السندباد ... سدرة ظلها يشبه حرير جفون عارضات الازياء شيء من كارمن ونواح ذوي الشهداء... شيوعيون ... كسبة ... وجنود فقراء .. سرياليون ... وشباب من اهل الباسك الاسباني . وسحرة من اهل الاهوار ... والمندائيون لهم ظل الذكرى ... ألف حكيم لن يستطيع تحريك ضوء النجمة... فيما الكنزفرا ( ستار ) يجعلها ترقص باليه...ّ3
هي تواريخهم ... كما سفينة فضائية . كائناتها أتوا من ابعد شجن فطري عند صائغ فضة من أهل ميسان . طيبون كما فاكهة المشمش الفيتنامية . يشربون فوح الطبيخ ... ولن يشربوا عداه لسكرتهم مع الغيوم ...يحبهم يحيى لآنهم ابناءه... وتحبهم ايطاليا لانهم يحبون صوفيا لورين ... ثمة ثمرة فستق في فم فراشة... تحتاج البشرية لآيات من الكنز العظيم لتحولها الى رغيف .. عندها ديوك يوم العباس .. تسترخي عند دكات بيوتهم ... وتلعب الدموينو في عيد الكرصة....!4
أطيافكم لاتغيب ... عمامة شيخ دخيل .... تجعل ليلها مواويل قداس بابلي ... مرة ينام في حضن النبي ذي الكفل .. ومرة ينام في دمعة سيد ياسري تلك بلادنا .. هم بنوها بأرقام الرياضيات ونبؤات فلكي يدعى عبد الجبار عبد الله 5
يتحكم فينا شجن القصيدة وقدح الشاي وماعون ماو تستونع. التفسير. أن لايكون البطيخ فطير.ولا عصفور وسائدنا يطير . هذا الطلسم المندائي. أهم كثيرا من دساتير النيجر وداهومي وقضاء سوق الشيوخ. 6
أجلس في الرواق المندائي ... مات زميل دراسة لي من ابناء الصبة . قرأنا الفاتحة بإيقاع سرياني. ومثل دراويش طريقة رفاعية رقصت ذكرياتنا .. في مدرستنا كل صف في اربعة مندائيين .. الصف الاول فقط به الف ...7
تسحرني موسيقى الراب لأنهم اكتشفوها أولا في اطراف البصرة. وفلاسفة عشقوها في غفلة من قيصر. لكن منجم قصر وندسور نسبها الى المندائيين من اهل الديوانية. وقتها ... داغ همرشيلد الذي كان امينا للامم المتحدة . اعترض بشدة .. وقال :لاتزوروا التأريخ ... فالبلاد لهم وليس لقيثارات الفلامنكو... 8
تلك السريالية أكثر وضوحا من تعاويذ لهنود من اهل شيكاغو . كتبها المندائيون على الوان الرصاص يوم حرق المغول قراهم . وقصفتهم صواريخ المقدوني وصلاح الدين ... ومثل التيه بسيناء. حملوا صرة من ذكريات ليل الناصرية وهاجروا الى مالمو ... 9
في الرواق المندائي كتبت كل هذه السفسطة التوراتية . اعرف انها لاتملك ذاكرة مربوطة بتاء القبلة . ولكني دوما احب أن اكتب تأريخ الصابئة المندائيين على طريقتي الخاصة..! |