نعم وبكل صراحة هكــذا هو لسان حال أصحاب المسؤولية في “بلدي العراق”! منذُ سنين طويلة وحتى الآن يغيبُ الدعم بكافة أشكالهِ عن فئة الشباب في العراق . ولم تقدم الحكومات العراقية المتعاقبة أي نوعٍ من أنواعِ الدعم والمساعدة للشباب العراقي. الذي كان ولازالَ يبحثُ عن فرصةٍ بسيطة جداً وسط التهميش والإقصاء وركام الحروب والنزاعات السياسية والطائفة.. التي أخذت من شبابنا الكثير من الأبرياء، وحتى هذا الوقت لم يسلم الشباب العراقي على جميع المستويات وهو محارب (فكرياً علمياً دينياً إقتصادياً فنياً إعلامياً مادياً رياضياً تأريخياً )!!.

فالشباب العراقي على جميع الصعد يعاني وبشدة!. فلم تقف أي جهة سواء كانت حكومة أو مدنية، سياسية أو دينية

لدعم هذه الثروة البشرية التي ينعم بها البلد.. فبعد تنحي الجميع عن البدء بالمبادرة لدعم الشباب العراقي، أصبح الشاب هنا بمعزل تام عن السلطة في البلد وجميع فئات المجتمع، فهو أشبه بالعنصر القابل للإشتعال ويتم عزلهُ عن معترك الحياة وبناء البلد الذي هو بأمس الحاجةِ لهذه الفئة العمرية.. لكن للأسف الشديد لم نشاهد أحداً وقف وساند أو قدم مشروعاً بسيطاً لدعدم الشباب العراقي. ((الجميع متخاذل الجميع يصم على أذانهِ ويغلق بصرهُ تماماً )) أمام الشباب وهذه الطاقات المتجددة التي أهملت وحطمت وتحول مسارها إلى دروب الهجرة والغربة والضياع!! والكثير منا اليوم من غادر البلد مجبراً وكرهاً بحثاً عن فرصةٍ بسيطة جداً لكي يبدأ بداية حقيقية لحياةٍ سليمة فيها بريقُ أمل يَتنبأُ ويؤمن بوجودهِ وفاعليتهِ في المجتمع. والبعض الآخر لازالَ صامداً ويبحثُ هنا وهناك داخل البلد المحطم عن فسحةِ الأمل، لكي يبدأ طريقه الحقيقي في الحياةِ .

والبعض الآخر “أستغل الإهمال والدعم العكسي” فتحول إلى مُجرمٍ وسفاح ينتقم من كل إنسان على وجه الأرض!! لأنهُ أهمل وهُمش فتلقفتهُ أيادي الضلال والفكر التكفيري القذر وحولتهُ إلى قنبلةٍ موقوتة مستعدةٌ للإنفجار في أي لحظةٍ للتخلص من هذه الحياة وهذه المعاناة الأبدية!.

كل هذا وأكثر بسبب عدم دعم الشباب وإحتضان هذه الثروة البشرية النادرة . فبهذا الإقصاء وهذا التهميش والإهمال أصبحت كل هذه الجهات ((الحكومية والسياسية الدينية والمدنية الفنية والإعلامية تدعم الإرهاب))!!

نعم الجميع يتحمل المسؤولية الجميع مُقَصِر وعلى مدى التقصير هو يقوي الجانب الآخر وهو جانب “التطرف والإرهاب”!

فعلى الجميع اليوم أن يكون على مستوى عال جداً من المسؤولية وان يثبت ويحاول أن يثبت جاهداً براءتهِ من دعمهِ التام للإرهاب والتطرف والضياع!.

وعليهِ أن يقدم شيئاً بسيطاً للشباب العراقي وأن لا يصمت ويتخاذل لأنهُ بهذا الشكل سوف يبقى داعماً حقيقياً للإرهاب والتطرف!.

فكلُ من يصمت اليوم وكلُ من يقف مكتوف الأيدي هو داعم حقيقي للإرهاب!.

نعم وبكل صراحة هؤلاء هم الداعمون الحقيقيون للإرهاب!! فبهذا الصمت وهذا التخاذل عن تقديم الشيء البسيط لدعم الشباب . تكون المهمةُ سهلةٌ جداً على قوى الشر في تحويل هؤلاء الشباب إلى سفاحيين وقتلة همهم الأول والأخير الإنتقام وإراقة الدماء!.

لذلك عليكم الحذر أيها المسؤولون عن الشعب يا أصحاب القرار وأصحاب السلطة أنتم المسؤول الأول عن هذا الشعب، والشباب هم الجزء الأهم في المجتمع فتقصيركم هذا لا مبرر له تماماً إلا بحالٍ واحدة وهو إنكم “تدعمون الإرهاب بدل الشباب”!!.

وأنتم كذلك يا علماء الدين لماذا تأخذون موقف الصمت الدائم!! ولديكم ميزانيات خيالية في أوقافكم الدينية سنية وشيعية مسيحية وأزيدية شبكية وأشورية.

لماذا لا تقدموا جزءاً بسيطاً من تلك الأموال لبناء مشاريع صغيرة لتشغيل الشباب العراقي ؟ لماذا لم تفكروا يوماً ماسبب هجرة الشاب العراقي ؟

ما سبب ضياعهِ ؟ ما سبب أنحرافهِ ؟ ما سبب إنفجارهِ وقتلهِ للأبرياء؟

كل هذه الأسئلة لا ولن تخطر على بالكم فقط يخطر لكم “التحمل والصبر”

نحنُ لسنا أنبياء لكي نتحمل أكثر أفهموها ياعلماء كفى صبراً بائساً وأولادكم ينعمون بالحياة وأبناء الشعب في ظلمٍ وعذاب..

وأنتم أيضاً يا وكالات الإعلام بكل أنواعها، ماذا قدمتم من أجل الشباب العراقي؟ وأين هي مشاريعكم التي ترعى هذه الطاقات المتجددة؟

وأين هو دفاعكم عن حقوق هذه الطبقة المعدومة؟

وأين هو صوتكم في نصرة المظلوم؟

فأنتم شركاء في الظلم والفساد الذي يقع على طبقة الشباب العراقي.

نعم أنتم مسؤولون فمن واجبكم المهني النداء بصوت هذه الطبقة المظلومة لا من واجبكم الصمت خلف مدير القناة الفضائية الذي هو مسؤول في الدولة أو عضو في البرلمان وفاسد كبير وعليكم التستر عليه خوفاً على رواتبكم!! ولا تخافون الله في ضياعٍ حقوق أبناء شعبكم! . هل هذه هي الروح الإعلامية الحرة والصادقة؟!

تباً لهكذا إعلام مزيف وقذر يتلون بألوان المسؤول ويهمل شرف المهنة المقدسة في الدفاع عن حقوق المظلومين من أبناء الشعب. تباً وألف تباً لكل من تخاذل وساهم في ضياعٍ الشباب العراقي وسرقَ أموالهِ وغيبَ حقوقهِ .

لا تفرحوا كثيراً فإذا حان وقت صرخة الحق فلا صوت يعلو فوق صوت الشباب..