إذا سقط الوطن يسقط ما فيه!! |
الوطن وعاء وجود , وبودقة كينونة وإنصهار , وقوة تلاحم وإمتزاج , والوعاء السليم يحافظ على ما يحتويه , وإذا إنكسر أو إنثقب فأنه سيسكب ما فيه. فإذا سقط الوطن يتناثر ما يكنزه من الموجودات , وتنتشر في أرجاء المكان والزمان , باحثةً عن مأوى ومستقر , وفي هذه الحالة تنبعج فيه القِوى الإقليمية والعالمية وتستثمر في المحتوى المسكوب. وسقوط الأزطان من أفدح المصائب التي تقع على شعب أو أمة من الأمم , ولهذا يتم التأكيد على السيادة الوطنية والمَنعة والقوة والحفاظ على وحدة المحتوى , وصلابة القدرة على اللم والتماسك والتواشج والتشابك والإمتزاج المتجانس ما بين مكونات أي شعب وأمة. وحالما يسري تيار التفرقة والشقاق في أي مجتمع مهما كان , فأنه يتسبب في صناعة مجالات تنافرية متعددة تؤدي إلى تصادمات نارية دامية , وتشتد بإستعارها فتحطم الوعاء الوطني , وتبعث في مكوناته المتناثرة تعجيلا إفتراقيا شديدا يساهم بإدامة الدمار والإنهيار. فالأوطان البشرية , لم تتكون إعتباطا , وإنما هي أعشاش وجود وحواضن صيرورات تفاعلية , لتنمية الإقتدار الجماعي المتفاعل المشترك للمخلوقات المتعايشة في العش الصيروراتي , الحاضن لبراعمها والمؤهل لكينوناتها الأرقى. ولا يمكن البقاء والنماء من غير أوعية أو أعشاش تحتضن الطاقات الواعدة والقدرات الصاعدة. فكل رقاء بحاجة لوعاء , وكل إبتداء لا بد له من حاضن يرعاه , وبوجود الوعاء الوطني وسلامته وإنصهار ما فيه من العناصر والمفردات تتحقق الحياة الأقوى , ويتجسد الإبداع الحضاري الإنساني الأصيل. فالمحافظة على أوعية الأوطان ضرورة مصيرية واجبة!! |