فلسفة النجاح عند الفاشل

 

 لكل انسان له فلسفة في حياته وطريقته  في تعامل مع الآخر فنجده يصنع لنفسه ادوار بطولة في مشهد ما ،  والآخر  ينظره عكس ذلك بل يقول ( أنه يخدع نفسه ) ولكن الامر يختلف عن ذلك لأنه له فلسفته الخاصة به ، سألت ذات مره في لقاء إعلامي كيف بدأت قلت ( كنت فاشلاُ ) في جميع الامور ولكن الشجاعة تتوفر عندي تحمل العبء الكبير في حياتي من اجل اكون ناجحاً لذلــك نـقــول (النجاح لايكون نهائياً والفشل لايكون قاتلاً .. المهم هو الشجاعة في مواجهة النجاح والفشل ) من اجل الثبات علينا أن تكون في مواجهة الامور لاننطوي جانباً ويخيم علينا البؤس ثم يتغلب علينا الفشل ، وهناك فلسفة أخرى يقول صبحي درويش ( دأب المعلمون والكتاب المغرورون ووعاظ السلاطين أن يلقنوا الأطفال أن من جد وجد وأن كل من سار على الدرب وصل، وأن النجاح بالمثابرة، والجد في الجد والحرمان في الكسل وأن مستقبل الفرد بيده إلى غير ذلك من أقاويل وأكوام الحكم والنصائح الفارغة. وهي نصائح لا بآس بها لتشجيع الأطفال والتلاميذ الصغار في المدارس على العمل والدراسة ولكن في الواقع نرى أن النجاح والرزق والتفوق ليس دائما من نتائج السعي والتدبير والمثابرة.إن حظوظ الإنسان في الدنيا متعلقة بالمجتمع الذي يعيش فيه ) . هذا منظور الحظ ، قد يكون الحظ لم يحالف احد وإنما يأتي بالصدفة ولكن الانسان الواقي لاينتظر الصدفة بل لابد أن يجد حلول في حياته اليومية وينظر للامور بعين العقل لا بالعواطف . وهناك أسباب عدة للفشل منها ما يتعلق بالشخص نفسه من ضعف الهمة وقلة الخبرة، وتعجُّل النتائج والتسرع بالإضافة إلى نقص القدرات والخوف المرضي من الفشل وعدم الثقة بالنفس.وكذلك التقصد والتكلف والتعجل يكبت ويقمع وحي اللاشعور ويكون وراء فشل الإنسان.إن الإرادة وحدها لا تكفي للنجاح وربما تكون عقبة تعرقل سبيل النجاح أحيانا. فالنجاح على قدر الهدوء والعفوية والاسترسال وعدم التكلف.والكمال أمر اعتباري ولذا قيل الخطأ طريق الصواب. ومن أسباب الفشل كذلك ما يتعلق بالأهداف ذاتها، كأن تكون الأهداف مثلاً غامضة وغير محددة، أو تكون غير واقعية كأن يضع الفرد هدفا لإنجاز مشروع ما خلال فترة زمنية قصيرة في حين أن الوقت اللازم لإنجاز هذا المشروع يحتاج لفترة زمنية أطول مثلاً، كذلك يقع الفشل عندما تكون الأهداف روتينية لا ترتبط بالإثابة والتحفيز. ومن أكثر أسباب الفشل داخل المؤسسات والمجتمعات النزاع وكثرة الخلافات.كذلك تفشل الإدارة عندما تتعدّد وتتضارب الأوامر والتوجيهات الصادرة للأفراد أو عند تعدّد القيادات للعمل الواحد، وتفشل الإدارة حين ينقصها المنهج والتخطيط العلميان، وحين تسند الأمور إلى غير أهلها. وهذا ماوقع به العراق وحكومته تعمل بعشوائية وستند الامور إلى إناس ليس لهم علاقة بالتخصص مثلما وجدنا العديد من الوزارات تسلم إلى أشخاص ليس لهم علاقة بالامر جاءوا ضمن المحاصصة السياسية وما جعل العراق في الهاوية والتخلف وانعطف إلى امر الفساد المالي والاداري وهذا الامر في قمة الفشل دولة ليس لها تخطيط تعمل بالعفوية وهذا مانزل بنا إلى الحضيض على رأي البيت الدارمي : ( تعبر لاجن طين يلحكَه للساكَـ ..  بعده الوحل جدام يالماخذ الراكَـ ) واللـه من وراء القصد .