سأقول بملء فمي..لن انتخبكم؟!
العراق والديمقراطية، أجواء غير معتادة،ثلاثة عقود، كانت كفيلة لبناء جيل لا يعي معنى الحرية، ولا يهضم مفردات الديمقراطية، حيث الكبّت والاضطهاد وسلب للحريات، برنامج يعيشه يوميا، حتى بات خائف من كل شيء حتى الجدار!.. دكتاتورية النظام البعثي، ذات المنهج إلا انساني، لم تبقي معنى للإنسان، جوع وحرمان، وضياع شبابنا بين الجبهات والسجون والتعذيب حتى الموت.
ثم فجأة أصبح كل شيء مباح.. عشنا بوضع ديناميكي متسارع، يشبه الإنفجار العظيم! بين ليلة وضحاها، تحولنا من نظام المنع والضغط والمحاصرة، إلى العشوائية والانفتاح ولا نظام، دخلنا مرحلة التحول المفاجئ(الصدمة)، دوما تخرج النتائج، مبنية على قراءات خاطئة، ليس لقصور في القراءة بل لمتغيرات غير متوقعة، تنتج مخرجات غير محسوبة.
تمر الأيام والوطن، يتعافى بشكل تدريجي، تتقلص مناطق العشوائية، والنظام يتمدد، بوتيرة متوسطة، كوّن المنطقة تعيش بأجواء ضاغطة نوعا ما، وذات تاثير سلبي على المجتمع العراقي، جاءت النتائج طائفية بإمتياز، كانت المنطقة مشحونة بهذا النفّس، استغلّها الساسة وصنعوا منها ورقة رابحة، لكسب الأصوات، وتمرير مصالحهم ومكاسبهم، الفردية والفئوية والحزبية، على مصلحة الوطن.
لم يصل الناخب العراقي الى ثقافة الانتخاب،  ومعنى التمثيل النيابي، وما خلفته العقود الثلاثة الاخيرة، من دمار وخراب في كل ذرة من الفرد العراقي، جعلته يتخبط في خانة المعارضة وفكرة الحكومة هي العدو، ونظرة الوطن هو الحكومة!
بدأ الغبار يخف، وتتضح الصورة تدريجيا، بمقياس تطور الشعوب، العشر سنوات لا تعد شيئا ً مؤثرا، رغم تطور الإعلام، وما رافقه من طفرة إلكترونية في مجال صفحات التواصل الاجتماعي، الذي أخذ منحى آخر، غير الذي وجد من أجله، ليكون سلاح القرن.. بما يملكه من تاثير على المتلقي العربي عموما والعراقي على وجه الخصوص، لتختلط الاوراق على المواطن البسيط، وما أكثرهم في مجتمعنا، الذي عانى الأمرين قبل وبعد 2003.
نحن مقبلين على الانتخابات، والصراع السياسي سيشهد كذب وتزوير وتسقيط لاشخاص وجهات، تحاول النيل من إرادة الناخب العراقي.
اصلاح الوضع بأيدينا، ولن يصلّح حالنا غير صناديق، تفرز الخبيث من الطيب، كي نعلن ولادة عراق شبابي يعيش بحب وسلام وأزهار ربيعية.