سيرة الشاعر طالب بن الحاج فليح الخزاعي

 

 

ولد الاستاذ الشاعر طالب بن الحاج فليح بن حسن الخزاعي  في مدينة الناصرية سنة 1914 م , وتوفي في بغداد سنة 1986م.

بعد اكماله التعليم في مدارس الناصرية ,التحق بدار المعلمين ,فتخرج مدرساً وعمل في مدارس مسقط راسه ثم الرفاعي ثم بغداد .

ويمتلك حافظة قوية وسرعة بديهية  , و عرف بمساجلاته الأدبية مع أصدقائه من الأدباء والشعراء.

وعمل في دوائر ثقافية مختلفة.

شعره تقليدي وهو من الموزون المقفى، ويميل إلى المقطوعة والمنظومة القصيرة.

ونشرت له الصحف العراقية عدة قصائد منها :

«برقية شعرية»: مجلة الغري (النجفية) العددان 22، 23 في 12/7/1947.

 و«رحلت وكنت للخطباء شيخًا»: مجلة الإيمان (النجفية) - النجف 1966 (عدد خاص).

 و«يا هاتفًا بالحق عشرًا»: مجلة الهاتف (النجفية) - العدد 381.

و«تخميس»: مجلة الهاتف النجفية - العدد 512، وفي وصف مدينة الناصرية: مجلة البلاغ - المنتفك.

من مقطوعاته القصيرة التي نشرتها جريدة الهاتف 270.  :

لك من بني النجف الشريف

                   تـــــــــحية الخل الودود

لي في حمى وادي السلام

                   أحبة تــــــحت الصعيد

قال عنه الشيخ عبد المهدي مطر الخفاجي في كتابه ذكر علمين من ال مطر :

هو من خيرة شباب الناصرية المثقفين وهو مدرس في مدارس العراق , وذكر قصيدة الشاعر طالب الخزاعي التي أبن فيها المجاهد الشيخ عبد الحسين مطر  بهذه الرائعة :

                                             النفثة الحزينة

نسف الردى بك شامخ الاعلام      فطغى الاسى مــــوجا على الاكام

ومشى الغري بأسره في موكب     من خلف نعشك كالخضم الظامي

يبكي الفضائل والمكارم والعلى     بمذاب قلب في المـحاجر هامــي

وسرت بأرجـــاء البلاد مناحة         تجري الدموع بها بعين غمـام

قل ( للحسين) ليوم نعيك للورى   سهم أصاب بــــه العلاء الرامي

يافيض بحر الفضل غاض فمن اذاً   يشفي النفوس ومن لحر اوام

يا صاحب الراي المثقف حد ه     أمضى وأقطع من شبا الصمصام

              ومجندل الابطال في ساحاتها        ومنفر الاساد من أجــــــــــــــــام

             خاض المعامــــــع دون بلاده         ودعـــــــــا لخير الدين والاسلام

             وسعى لما فيه الصلاح لقومه         فعلا لـــــــه شرف  على الاقوام

            غاب ( الحسين ) وهذه اثاره         ستظل خالدة مــــــــــــــدى الايام

            ما مات من ذكره عابقة شذى         من دون نفحتها شذى الاكـــــام

          قل ( للحسين ) وأنت دوحة سؤدد      بحمى الغري لها مــــقام سامي

          لسنين يوسف جدبة تلك التي          فــــــــــــــارقتنا فيها من الاعوام

         لم ننسى موقفك المعظم بيننا          ولآنت مثل البــــــــــــدر  ليل تمام

         اذ كنت تسقينا الفضل مترعا         من كأسها الرقراق اعذب جـــــام

        كانت تفدينا المكـــــارم كفك          المبرورة الارواء والاطـــــــــــعام

        فهجرتنا وتركت منا اكبداً            تحنو لخير اب وأكــــــــرم  حامي

       قبل الاوان هجرتنا فتركتنا            كالطفل يفطــــــــــم قبل حين فطام

      وقد تركت من الفضائل عندنا        مـــــــــــــــا حف بالإجلال والاعظام

       فعلى العفات واناخت ركبها           تحنو حنـــــــــــــو اب على الايتام

       ولقد نعك لنا البريد فهزنا            نعـــــــــــــــــي يدك شوامخ الاعلام

        فتناثرت منا الدموع لدهشة         كبـــــــــــــرى وطار الهول بالأحلام

     يا برق تنعى الليث عن الشرى        والبحر غاض عن الصدى الضامي

     تنعى البطولة للميادين التي            فجعت بــــــــــــــأي مدجج ضرغام

   تنعى فتى الاقدام ما حدثنه            اقدامه يومــــــــــــــــــــــاً عن الاحجام

   ويعد للأسقام ان بارزنه             حلمـــــــــــــــــــــاً يفل مضارب الاسقام

اولم يدك الراسيات وما اشتكى       حاشاه يوماً حمــــــــــــــــــــــــــة الايام

حاشا (ابا المهدي ) يصدع صبره    سقم وان اردى بـــــــــــــــــــــــه لحام

كالعضب يصق بالمضارب حده       ويرد بريا وهـــــــــــــــــــــو غير كهام

خسرت بمنطقه العروبة حظبا         فأوت الى الـــــــــــــــــــــفافاً والتمتام

خسرت به الرمح المثقف ما به      من مطمع الغمر والاعجـــــــــــــــــام

خسرت به البلدان ( فالنجف ) ابنها      ( والناصريـــــــة ) والداً ومحامي

فعسى تطل الناصرية بعــــــــــده         بالفضل من فيض ( الجواد) الهامي

وتقر ( بالمهدي ) منها عينا              ويعود فيها النور بـــــــــعد الظلام

فعلى الحسين من الاله تحية                 محفوفة في رحـــــــــمة وسلام

وللشاعر قصيدة اخرى بعنوان الوداع الأخيرفي رثاء حسين الشعرباف

أبـا صـائبٍ ودَّعتَ فـالقـلـبُ مـــــــــوجَعُ       وإنَّ عَصِيَّ الـدمعِ بعــــــــــــــــدكَ طَيِّعُ

بفِيـه الثرى نـاعـيكَ لـم يــــــــدْرِ أنَّهُ           نَعَى مَنْ إلى حُبِّ الفضـــــــــــــيلةِ يَنْزَع

رحـلـتَ فـمَنْ للفضلِ يُسْديـهِ بـــــــــاسمًا    ويصطحـبُ الـمعــــــــــــــروفَ فَهْوَ مُضَيَّع

فلا تجزعـوا آلَ الشعـربـاف فـــــــالردَى       يروِّي الـبرايــــــــــــا كأسَه وهْوَ مُتْرَع

إذا وُلِدَ الإنسـانُ فـالـمـــــــــوتُ تَوْأمٌ               يرافقه أنَّى يسـير ويـــــــــــــــــتبع

وشأنُ اللـيـالـي إن أرتْه ابْتِســــــــامَةً          فلا بـدَّ أن تلقـاه والــــــــــوجْهُ أسْفَع

وإنْ كـنـتَ ودَّعتَ الـحـيـاةَ فإنمـــــــــا          صحـيفتُكَ الـبَيْضَا بكفّك تــــــــــــــنصع

ألا نَمْ قـريرَ العـيـنِ إنكَ خـالـــــــــدٌ            بأنجـالِكَ الأطـيـابِ والـبـيـــــــتُ مُمْرِع

ورأسُكَ مـرفـوعٌ لخـيرٍ أتـيـــــــــــــتَه         وغـيرُكَ مـن فَرْطِ الإســـــــــــاءاتِ مُهْطِع

وصَبْرًا أيـا آلَ الشعـربــــــــــــافِ إنَّهُ            بكلِّ فؤادٍ «يعـلـــــــــــــمُ اللهُ» مُودَع

وقصيدة أهلاً رجال العلم

أهلاً رجـالَ العـلـمِ والعِرْفــــــــــــانِ            أهلاً بكـم فـــــــــــــــي أرضِكُمْ بَغْدانِ

مـن تــــــــــــونسِ الخضراءِ يحْدو ركبُكُم    للرافديـنِ هـوًى وفرطَ حنـــــــــــــــان

يـا مـرحـبًا بكُمُ فإن لكـمْ بـهــــــــــا            أهلاً وإخـــــــــــــــــوانًا وطِيبَ مَغَانِ

أهلاً فدارُ أبـي الـمـثنَّى قـــــــــدْ زهتْ         بكـمُ وأنـتـمْ صـفـــــــــــــوةُ الإخْوان

هـي ندوةُ الأدبـاءِ أو قُلْ إنهـــــــــــا       هـي مـنـبتُ الـمعـروفِ والإحْســــــــــان

كـم مَرةٍ ضمَّت أولـي فضل لهــــــــــــــمْ      خُلُقٌ يفـوحُ بنفحةِ الريحــــــــــــــــان

يـا مـرحـبًا بـالفكر بـالعـلـم الـــــذي           يُعْلـي بنـاءَ الـمـجـدِ للأوطـــــــــــان

ولأنـتـمُ والعـلـمُ غايةُ سعـيِكــــــــــمْ           عـنـوانُ عزٍّ شـامخِ الـبنـيـــــــــــــان

إنَّ الـبـلادَ بعـلـمِهـا ورجـالِهـــــــــا         وبعزمِهـا تسمـو عـلى كِيــــــــــــــوان

أهلاً بنـي العُرْبِ الكرامِ فأنـــــــــــتُمُ           حقًا لرمزُ بطـــــــــــــــــــولةٍ وتَفَانِ

قـمتـمْ بنشـرِ العـلـم فـي أوطـانِكــــــمْ           فإذا بـهـا مـرفـوعةُ الأركــــــــــــان

بـغدادُ مـوطنِكـمْ وأنـتـمْ أهلُهــــــــــا                لستـم بـهـا واللهِ بـالضِّيفــــــــــــان

بـغدادُ مـوطنُ كلِّ حـــــــــــــــــرٍّ خَيِّرٍ           ولأنـتـمُ الأخـيـارُ مـن قَحْطـــــــــــان

وقصيدة وداعًا في تأبين محمد حسن حيدر                       

وداعًا - لا لقـاءَ له وداعــــــــــــــا              يـهدُّ القـلـبَ حـزنًا والـتـيـاعـــــــــا           

  تأمَّلْ بـالـمسـيرِ «أبـــــــــــــا جَوادٍ»        لـيَحْظَى القـومُ بـالـتـوديعِ سـاعــــــــا      

  لقـدْ عجَّلْتَ فـي مَسْراكَ عــــــــــــــــنّا      وخلَّفْتَ الـحِمَى - بـلـدًا مُضـاعـــــــــــا         

فكـم كَبِدٍ فَرَيْتَ غَداةَ شـالـــــــــــــــت           نعـامتُكـم وحـيــــــــــــــنَ نَوَتْ زِمَاعَا        

 تـركتَ مـنـاحةً فـي كلِّ بـيــــــــــــــتٍ          وأوحْشـتَ الـمـنـازل والـبِقـــــــــــاعَا         

 فـمـا مِنْ مهْجَةٍ إلا وطــــــــــــــــارتْ            غداةَ الـبـيـنِ مـن ألـمٍ شَعـــــــــــاعَا           

   نعى النـاعـي فشَكَّكْنـا وقُلنـــــــــــــا        ُمِيـتُ الـمـوتَ مَنْ يُرْدِي السبـاعـــــــــا      

ومذ صحَّ النعـيُّ وكــــــــــــــــانَ صِدْقًا         رأيـتُ بجـانـبِ العَلْيَا انْصِداعـــــــــــا           

هَوى مـن أُفْقِه بـدرُ الـمعـالــــــــــــي             فَمَنْ يُلقِي عـلى الـدنـيـا شُعـاعـــــــــا           

 تضـيـق بشأوه الآفـــــــــــــــاقُ ذَرْعًا          فكـيفَ لـدى الثَّرَى وجَدَ اتِّسَاعــــــــــــا         

 فكـانَ بنـــــــــــــــــــاءَ فضْلٍ مُشْمَخِرّ            ومكْرُمَةٍ، فـــــــــــــــــوا أسفًا تَداعَى            

وبَحْرًا زاخرًا أدبًا وعـلــــــــــــــــمًا               إلى الآراء سلسـالاً مُشَاعـــــــــــــــا            

 يجـودُ بنفسِه إنْ قـلَّ مـــــــــــــــــالٌ           وكـمْ فـي الجـودِ قَدْ أَفْنَى ضِيــــــــــاعَا          

فـمَنْ للــــــــــــــــــحقِّ يُنْطِقُه صريحًا             ــــــــــــــــــويفْنَى دونَ بَيْضَتِ                   

 ومَنْ للـبـائسـيـنَ يُزيلُ عَنْهـــــــــــــمْ       صُروفَ الـدهـر تؤلـمهـم تِبَاعــــــــــــا          

ومَنْ بـالرأي أمْضَى مـن حُســــــــــــــامٍ        يـقـارعُ دونَ مـوطنِهـمْ قِرَاعـــــــــــــا           

  إذا انْتَسَبتْ لسؤددِهــــــــــــــــا قُرومٌ   وجـدتَ «محـمدًا» أوفَى ذراعــــــــــــــا        

 وأصلـبَهـمْ لـدى الْـحَدَثَانِ عـــــــــــودًا         وأطـولَهـم بسُوحِ الـمـجـدِ بـاعــــــــــا          

  لقـد مَحَّصْتُ أقْوامـي فلـــــــــــــــــمّا          أجـدْ فـيـهـمْ سِواه فَتًى شُجـاعـــــــــــا          

 يذودُ عـن الـحِمَى - كَيْدَ اللـيـالــــــــي       ويَسْقـيـهِ الردى صَاعـاً فصَاعـــــــــــــا         

  فـمـا حُلْوُ الـحديثِ بكلِّ نــــــــــــــادٍ           إلـيـه الـحفلُ يشـتـاقُ اسْتِمـاعـــــــــا         

 قضـيـتَ «أبـا الجَوادِ» فكلُّ شـــــــــــيءٍ    مـن الإحِسـانِ والـمعـروفِ ضَاعـــــــــــا   

وقُوِّضَتِ الـمـــــــــــــــــروءةُ واستحثَّتْ                    ركـائبَهـا فسـرْنَ بـهـا سِراعــــــــــــا     

  لكَ الشـرفُ الرفـــــــــــــيعُ سَمَوتَ فَخْرًا     عـلى الأقـوامِ فـيـه وارتفـاعــــــــــا   

 وطِيبُ شمـــــــــــــــــــائلٍ جَلَّتْ نظيرًا           كزهْرِ الروضِ فـاحَ شذًا وضَاعــــــــــــــا  

 كشمْعٍ ذابَ لا يَرْجـو انـتِفَاعـــــــــــــا                 وكلُّ واجـدٌ فـيـه انْتِفـاعـــــــــــــــا            

وقـد سـام الـدُّنـا بـالـحـــــــــرّ تزري                وأخلاقُ الـورى سـاءت طبـاعـــــــــــــا    

  تـرحَّلَ لا يـطـيـق بـهـا مقـــــــــــامًا              ولـم يحـمـل سـوى الـتقـوى متـاعـــــــا

مصادر ترجمته :

1 - رياض صالح الجعفري: «حسين الشعرباف: سيرة وذكريات» بغداد 1999.

2 - يونس إبراهيم السامرائي: مجالس بغداد - مطبعة الانتصار - بغداد 1985.

3 - بعض شعر المترجم له، جمعه وأثبته بخطه عدنان الأمين، المحامي صديق المترجم له - بغداد 2001.