أخطر وأبشع وأشرس جواسيس العراق



الزمان: عام 1948   .
الظروف السياسية : دخول الجيش العراقي الى فلسطين في حرب مع عصابات الصهيونية  .
الحكومة العراقية : مسيطرة سيطرة تامة على الاتصالات السلكية واللاسلكية وكذلك السيطرة على الطرق الحدودية لظمآن خلفية وإسناد للجيش العراقي .
الاحداث :  كان في ناحية القائم ثلاثة دور حكومية مبنية بناءا حديثا في ذلك الوقت مخصصة لثلاثة موظفين فقط هم مدير الناحية وكاتب الناحية ومأمور الكمرك المدني اما بقية الموظفين مثل امر رتل الكمارك ومأمور مركز الشرطة ومفوض الجوازات  وكاتب النفوس فلا  دور سكن  لهم .  وكان كاتب الناحية في ذلك الوقت من اهالي كرمة الفلوجة يدعى جاسم العكررك وكانت يده اليسرى عظباء منذ الولادة ومشلولة عن العمل وكان اعزبا غير متزوج ويسكن الدار لوحده  وكذلك مأمور الكمرك  المدعو عمو داود اعزبا غير متزوج وكان امر رتل مسلحات الكمارك هو المفوض احمد خضر الراوي لا دار له  وكان اعزبا ايضا وكان ظريفا اديبا سريع البديهة ويحب الشعر والشعراء ويتصف بصفات حميدة وهذه الصفات تنطبق على جاسم كاتب الناحية ,  وحدث اتفاق بينهم ان يسكن المفوض امر رتل المسلحات مع جاسم كاتب الناحية ولم يفاتح مأمور الكمرك في السكن معه بالرغم من انة كان اعزب وذلك لعدم الانسجام بينهم من الناحية الثقافية بسبب ان مأمور الكمرك من مدمني الخمر . وفي احد الايام والحرب على ذروتها في فلسطين  ذهب امر رتل المسلحات مع مأمور الكمرك وبصحبة  المسلحات المجهزة بالأسلحة الحديثة لتعقب طرق التهريب في الصحراء وعند مرورهم بإحدى الاودية العميقة شاهد امر الرتل جرو صغير الحجم وبحجم القطة فظنه انه  كلب صغير تابع الى الاعراب الذين يسكنون المنطقة لكنه  وبعد  التفتيش وجد ان لا اثر للحياة في المنطقة  برمتها فذهب والتقط هذا الجرو فإذا هو جرو ذئب ففرح به  فرحا شديدا لأنه   صاحب دعابة ونكته  وضنّ ان جاسم العكررك سيفرح بذلك وعند رجوعهم الى القائم جلب امر الرتل هذا الذئب الصغير الى جاسم العكررك ففرح به  ايضا واخذ جاسم يطعمه ويسقه وصادف في نهاية الشهر  ان ذهب المفوض احمد الى الرمادي لجلب رواتب منتسبي الشرطة من مديرية الكمارك ولكن الحظ ان الام الثكلى بصغيرها الذئب ظلت تجوب الفيافي والقفار بحثا عن صغيرها المفقود  وظلت تتعقبه الى ان دخلت مدينة القائم وشمّت رائحته ومن عادت الذئاب ان تدخل المدن او محلات السكن في اخر الليل  لان الناس في نوم عميق فلما تحرت في احدى الليالي وتأكدت بوجود ابنها في دار كاتب الناحية وثبت على السياج ودخلت الدار فوجدت ابنها والتقطته وهربت به  الى عرينها .  وفي الصباح استيقظ  جاسم العكررك ولم يجد الذئب الصغير  وبعد السؤال مع الجيران عرف ان الام جاءت وأخذته عنوة فأرسل البرقية التالية بواسطة لاسلكي الكمارك وهو جهاز الاتصال الوحيد الموجود في مدينة القائم ونصها ما يلي ... (( من جاسم العكررك الى احمد خضر الراوي امر ارتال الكمارك جاءت ام العمللس واختطفت العمللس فلولا عناية الله لذهب العكررك ضحية الى ام العمللس )). فالتقطت دائرة الاستخبارات العسكرية هذه البرقية الغامضة فظنوا انها رسالة مشفرة بين الصهاينة وبين  احد جواسيسها المتواجدين في مدينة القائم وبعد البحث والتحري القوا القبض على المفوض احمد خضر وقذفوه بسجن استخبارات الجيش  واخذ يحققون معه فضحك ضحكا شديدا وقال الى رئيس الاستخبارات العسكرية في الرمادي يا سيدي ...  ان العكررك هو جاسم كاتب الناحية والعمللس هو كناية عن جرو الذئب كما ان صغير الخنزير يكنى بالكرنوص فلم يقتنع رئيس الاستخبارات بهذا الكلام وأمر بسجنه وتحت المراقبة الشديدة كي لا يهرب هذا الجاسوس والجيش العراقي في حرب ضروس مع عصابات الصهيونية فأرسل مدير استخبارات الرمادي برقية الى استخبارات القائم لبيان الحقيقة فكان جواب ضابط استخبارات القائم بتأيد كلام المفوض احمد خضر وان البرقية التي ارسلها جاسم كاتب الناحية ما هي الا للدعابة والفكاهة فتيقن امر استخبارات الرمادي من صحة كلام المفوض احمد خضر وأمر بإطلاق سراحه فورا مع الاعتذار الشديد واعد  له وليمة غداء  لم تتكرر في التاريخ ..