كردستان وحقبة الجيل الثاني الحاكم .

منذ ثلاثينات القرن الماضي يعيش العراق ازمة داخلية مستعصية عجز عن حلها الكثير من الحكومات العراقية المتعاقبة من الازمان الملكية وحتى قيام الجمهورية العراقية في العام 58 ولحد هذه اللحظة هذه الازمة تسمى شمال العراق او كردستان العراق فلقد عاش العراق عدة ازمات لكن الازمة الاطول عمرا وربما الاكثر تاثيرا على الوضع السياسي هي هذه الازمة فهي تعيش تارة تمددا وأخرى انكماشا فبين ذالك وتلك قدم العراق الضحايا من ابناءه بالأرواح والمال وحسب الرؤيا الحكومية للتعايش والتعامل مع هذه الازمة وكذالك حسب الوضع السياسي الاقليمي والدولي ايضا لكن وبجدية كبيرة لعب الوضع السياسي الاقليمي دورا بارزا في تأجيج واشعال الفتنة بين الاكراد والحكومات العراقية وحسب العلاقة بين حكومات بغداد وبين الحكومات الاقليمية التي هي تعمد الى زعزعة الوضع العراقي بمد الاكراد بالمال والسلاح والملاذ الامن لقيادتهم ..
تمثل وقاد هذا الصراع في مراحل زمنية طويلة السيد ملة مصطفى البرزاني وبعض قادة الاكراد واغلب تلك القيادات منبثقة من العشيرة الكردية المتنفذة وليست قيادات منتخبة او قيادات ظهرت الى قمة القيادة بواسطة رضا الشعب الكردي بالاضافة الى عائلة السيد البرزاني كانت لعائلة الطالباني وجود واضح في المشهد الكردي متمثلة بالسيد جلال الطلباني الذي اصبح رئيسا لجمهورية العراق بعد انتهاء حقبة البعث وايضا الدكتور محمود عثمان والغريب أن اغلب الدول التي تحد العراق من الشرق والغرب والشمال تعيش فيها هذه القومية وبأعداد نفوس تتجاوز نفوس اكراد العراق المتمركزين في شمال العراق وبعض المدن العراقية كتعايش مبسط للوجود فرضته الظروف الحكومية العراقية ,, ففي ايران جالية اكبر من الجالية الكردية العراقية وفي تركيا ايضا العدد اكبر وفي سوريا توجد جالية كردية والدول الثلاث كانت بأستمرار تلعب بهذه الورقة وتلوح بها بوجه الحكومات العراقية وحسب العلاقة بين تلك الحكومات والمصالح بينهما كانت القضية الكردية حاضرة ..
يعتبر الاكراد في العراق على مدى كل هذه الفترات ومنذ الثلث الاول من القرن الماضي الاكثر حظا من اقرانهم الاكراد في الدول المجاورة والأكثر حصولا على حقوق ومكتسبات مقارنة بالشعب الكردي في الدول الجارة وفي بعض العهود الحكومية كان الاكراد مقربين من الحكومات العراقية ويعيشون بسلام حتى بعد ان مات حلم دولة مهاباد الكردية في ايران الذي كان أحد اهم اقطابه السيد ملة مصطفى البرزاني في العام 1946 وهروبة الى موسكو وعودته الى بغداد بدعوة من رئيس جمهورية العراق عبد الكريم قاسم الى ان حصل الاكراد على الحكم الذاتي في الشمال في زمن دولة البعث وبالتالي اصبح للاكراد صواتا عاليا في بغداد وبروز قادة الجيل الاول بوضوح ومنهم السيد الطالباني ومعصوم وعثمان ومسعود البرزاني على الرغم من الصراعات فيما بين هذه القادة كاحزاب ضلت القضية الكردية بؤرة صراع في المنطقة وايضا جرحا لايريد أن يندمل بالجسد العراقي رغم كل ما حصل عليه الاكراد من مكاسب ,,هذا الجيل الاول اليوم يعيش حالة شبه اضمحلال وأنكماش بسبب تقادم العمر بقياداته وأنعزالهم عن عالم السياسة وابتعادهم عن مايجري في الاقليم والعلاقة بين بغداد وبين الاقليم بل ايقن هؤلاء أن الاساس في الصراع الكردي العربي والحصول على الانفصال قادم لامحال ولكن ليس بيد بغداد وحكومة بغداد بل الامر منوط بالدول الاقليمية اولا وبيد الدول العظمى التي لها مصالح في المنطقة على الرغم من هؤلاء الكبار من الاكراد يعون جيدا أن ابتعادهم صار حتميا لكن ليس كما يتمنون فأنهم وبحكم خبرتهم السياسية التي تجاوزت النصف قرن ان الانفصال يعني المشاكل والصراعات للدول المجاورة على ارضهم فبعضهم آثر الصمت وبعضهم ينادي على استحياء بالانفصال وبعضهم صار هدفه السياسي هو الابتعاد عن بغداد وتأسيس الدولة الكردية حتى لو تطلب ذالك تدمير العراق ومدنه المهم يظهر الى العلن دولة كردية قوية على حساب الوجود العراق وهذا واضح من خطابات السيد البرزاني الذي تشير كل الدلائل ومنذ العام 91 الى سقوط الحكم الفاشستي أن الرجل يحمل اجنده خاصة به يعرفها القاصي والداني من العراقيين هو الاخذ من المال العراقي وعدم الاعطاء للعراق منتهزا التشرذم والضعف الحكومي الذي تعيشه بغداد وايضا الحرب التي لا تنتهي منذ عشرات السنين ولذا يتمنى بعض الاكراد ان لاتنتهي حتى بعد أن ينفصلوا ويصبحون دولة لها حدودها وعناصرها الدولية لأرغام بغداد على الانصياع لاوامر دولتهم القادمة التي ربما تتحالف مع دول هي الاخرى لا تتعامل مع العراق كاسرائيل مثلا ..
اليوم بدا واضاحا ان الجيل الاول صار يعيش مرحلة الذوبان منه الى البقاء والقوة الا اللهم السيد مسعود البرزاني وهو الاخر هناك اصوات كردية من بعض الاحزاب تريد تنحيته عن القرار الكردي وانهاء مرحلته وبدأ مرحلة جديدة اخرى وانهاء حالة التهميش للبعض الاخر والهيمنة على القرار الكردي صائبا كان أم خائبا حتى صار التظاهر في بعض المدن الكردية سمة معروفة ضد النظام الشبه مستقل عن بغداد والذي اوغل في تهميش الاحزاب الكردية الاخرى لينفرد بالحكم هو وبعض السياسيين الاكراد الذين استلموا مقاليد مهمة في الاقليم من رئاسة الوزراء والمخابرات وقيادة البيش مركة والاسايش والنفط وبعض الوزارات الاخرى المهمة التي هي ذات صلة كبيرة بالمال والقوة في الاقليم التي اصبحت اليوم مهيمنة نوعما على بعض المفاصل القوية والمهمة والمؤثرة في السيطرة على مقدرات الاقليم المباشرة والغير مباشرة ,,,
هذه القوة التي بدا نجمها بالسطوع ليس كما يعتقد البعض أنها جاءت بالصدفة بل هيأت لها الظروف العائلية الحاكمة بالسطوع وبنتها على ايدلوجياتها المحددة والتي بان عليها انها لاتسير على خطى الجيل الماضي مع فارق كبير بالسطوة والسيطرة على الاقليم ومواردة واصبحت تلك الوجوه اليوم تتفاخر بقوتها المالية وجبروتها المجتمعي والدكتاتوري التي بناه الاباء وقبلهم الاجداد ..
اليوم يبلغ عمر السيد مسعود تقريبا 70 عاما وله من الاولاد خمسة ومن الاخوة ايضا يتبوءون مقاليد مهمة وابناء الاخت وابناء العشيرة وهؤلاء اليوم هم من بدأ مرحلة التكوين والتحصين لأنشاء مملكته المالية بوضوح وبطرق يعرفها الاكراد ويعرفها العراقيين كيف صارت وكيف وصلت الى كل هذه الارقام المالية المهولة ومن اين ,, هذه الشلة القادمة تصدح بوضوح اكثر وتجاهر بالعلن ايضا في السيطرة على مقاليد ومفاصل القوة في الاقليم واعية أن الوقت قد يحين وما هي الا مجرد ايام لاتطول لتظهر بصورة أوضح بعد ان كانت هالة الساسة الاكراد القدماء قد غطت صورهم من المشهد وهم يترقبون خلف ستار المشهد للانقضاض بعد رحيل آخر العمالقة من هؤلاء القدماء التي هو ايضا صنع هؤلاء وهيأهم لمرحلة مابعد رحيله نهائيا وابتعاد الكبار ايضا من السياسة لاحكام العمر وخوفا على عوائلهم من البطش القادم من شباب بدأوا يتلمسون دون خشية مقابض الجلوس على الحكم الكردي كرؤساء لدولة كردستان القادمة لامحال وماهي الامسألة وقت ليس الا .
مسرور,, منصور ,,مصطفى ,,ويسي ,,مخسي,,سداد,,نيجرفان,,نهاد,,سيهاد,,جامي,,جود,,بهزاد والقائمة تطول بلقب عائلة البرزاني هذه الاسماء اليوم تعرف بعائلة البرزاني ويشبهها الشعب الكردي بأنها لا تخلوا من الشبه لعائلة الرئيس العراقي الاسبق صدام حسين فلا يتفاجأ المواطن الكردي عندما يسمع ان احد ابناء السيد مسعود خسر بلعبة البوكر في الامارات مبلغ يقارب الثلاثة ملايين $ او ان أحد افراد هذه العائلة اشترى قصرا في امريكا بمبلغ 10 ملايين $ عدا ونقدا أو قد يخبرك أحدهم أن قطاع الاتصالات يمسكه احد ابناء عائلة البرزاني او ان قطاع البناء والانشاءات لاحد ابناء هذه العائلة التي بدات بعض الصحف الاقتصادية العالمية تتحدث عن ثروة عائلة السيد مسعود والتي ربما تقدر حسب الصحيفة الاقتصادية بمبلغ 600 مليار $ (( كشفت صحيفة (Brussels-Bruxelles)البلجيكيه ان ثروة عائلة البارزاني فاقت الـ600 مليار دولار حسب مصادر في البنوك السويسريهوأشارت الصحيفة ان ثروة مسعود بارزاني وحدها بلغت (372 ) مليار دولار.فيما احتل ابن شقيقه نيجرفان بارزاني المرتبه الثانية ( 115) مليار دولار فيما احتل مسرور نجل بارزاني المرتبة الثالثة (54) مليار دولار بينما توزعت الـ 53 مليار دولار الباقية بين ابناء بارزاني وكالاتي :-
1- منصور بارزاني 21 ملياردولار
2- ويسي بارزاني 18 مليار دولار
3-مخسي بارزاني 11 مليار دولار
- 4- مصطفى بارزاني 9 مليار دولار))
هؤلاء الذي بدأت تتحدث عنهم الصحف العالمية هم القادمين لمسك الحكم في الاقليم شاء ام ابى الشعب الكردي الذي قضى العشرات من السنين يقاتل من أجل نيل حقوقه الانفصالية وبالتالي سيهيمن هؤلاء على الحكم ولنا أن نتصور اليوم ان الازمة المالية اثرت تاثير كبير على عيش المواطن الكردي واثرت على قوت عياله في ظل السيد البرزاني الذي يعتبره الاكراد اكثر اتزانا من ابناءه وابناء عشيرته فكيف اذا كان الوضع القادم حكما بيد هؤلاء الناهبين لثروة الاكراد المسلوبه والمسروقة عنوة وبقوة سلاح البيش مركة والاسايش والمليشيات السرية لهؤلاء الافراد التي تتحرك بحرية دون أي رادع وخوف من احد ..اعتقد أن الشعب العراقي قي مناطق العراق الاخرى لا يود بقاء اقليم كردستان عراقيا وينتظر اعلان الانفصال بفارغ الصبر معتقدا ان الاقليم ما هو الا ناهب للثروة العراقية ويعرف الشعب ايضا أن الحكام القادمين للدولة الكردية القادمة سيجعل من الشعب الكردي شعبا فقيرا دائم التظاهر كثير الاحتجاج بسبب هؤلاء الشباب الحالمين الطموحين اللذي يعلنون في قنواتهم الاعلامية انهم الورثة الشرعيين للدولة الكردية وانهم اصحاب الارض فقط وكل من يعيش في الاقليم ماهو الا مواطن مصنف حسب اجنداتهم وبعد وقرب هذا المواطن من تقديم الطاعة والولاء والامتنان لهم .