هذه الرسالة تبين درجة استهانة طغاة الشرق الاوسط بدماء شعوبهم وتوريطها في مغامرات تكاليفها الاخلاقية والبشرية والمادية باهضة جدا . ففي اعقاب انسحاب العراق من كل الاراضي الايرانية الى الحدود الدولية بعد خسائر كبيرة تكبدها بمعارك المحمرة والاحوازاواخر ايار 1982 تخيل الخميني ان العراق قد انهار وصرح قائلا (لقد فتح علينا اليوم بارادة الله تبارك وتعالى وتاييداته جبهة الحرب وسوف نسوي امره - يقصد صدام- ويقترب سقوط صدام وحزب البعث ان شاء الله . ان هذه هي الانفاس الاخيرة التي يلفضها صدام والصداميون وانصارهم انها انفاس المحتضرين امل ان يجسد الاسلام وجهه المشع في كل مكان )وبعدها رد على طلب صدام بوقف الحرب للتفرغ للتصدي للعدوان الاسرائيلي على لبنان في 6 حزيران 1982 قائلا(ان غزو لبنان لعبة صنعتها امريكا لانقاذ حليفها صدام من السقوط المحتوم على ايد جند الاسلام نحن نعتبر لبنان جزء منا ولكن مقدمة انقاذنا للبنان هي انقاذ العراق ، اننا سنتوجه الى لبنان عن طريق هزيمتنا العراق)وفي يوم 13 تموز 1982 كلف الخميني كل من هاشمي رفسنجاني وقاسم سليماني بقيادة مئة الف مقاتل لمهاجمة الجيش العراقي بالبصرة والتوجه الى بغداد لاسقاط حكومة البعث وانشاء حكومة اسلامية وعشية الهجوم اذاع راديو طهران نص الرسالة التاريخية ادناه الموجهه من الخميني للشعب العراقي((( التاريخ ٢٢ رمضان ١٤٠٢ هـ المكان : طهران، جمران المناسبة : عمليات رمضان بسم الله الرحمن الرحيم ايها الشعب العراقي المظلوم . ايها الاعزاء المضطهدون والمعذبون في بلاد مابين النهرين . لقد اضطر اخوتكم المجاهدون للدخول في الاراضي العراقية دفاعا عن وطنهم وتصديا لهجمات عدو الاسلام كي ينقذوا بمشيئة الله تعالى الشعب العراقي المظلوم من شر الحزب الذي وجه طيلة تسلطه غير المشروع على هذا البلد المسلم ، من الضربات الى هذا الشعب الشريف مالا يمكن احصاؤه . فهناك علماء كبار مثل المرجع الكبير ايه الله الحكيم - قدس سره- التحقوا بالرفيق الاعلى بسبب جور هذا الحزب الكافر وظلمه وممارساته غير الانسانية ، بعد ان عزلوا في بيوتهم ، ومثل الشهيد المظلوم ، والعالم الواعي ، ايه الله الصدر واخته الفاضلة اللذين ضحيا بروحيهما تحت تعذيب جلاوزة صدام العفلقي ، وما اكثر الشباب العراقيين الاعزاء والماجدين الذين قضوا في السجون والتعذيب وسارعوا الى لقاء الله اخيرا على يد هذا الحزب . والان حيث يمضي مايقرب من سنتين على مهاجمتهم الجمهورية الاسلامية بجرم هويتها الاسلامية ، فبيضوا بذلك وجه المغول ، فقد ضحوا بالالاف من الشباب العراقيين والايرانيين الذين كانوا يمثلون ثروة لشعبيهما ، وذلك في سبيل اهوائهم النفسية ، وانتم تعرفون افضل منا جرائم هذا الحزب وصدام هذا المجرم الاكبر ، فانهضوا ، ومدوا يد الاخوة الاسلامية الى اخوتكم المخلصين ، واطيحوا بهذه الحكومة الجائرة ، واقيموا بانفسكم وبضمانتكم الحكومة الاسلامية التي تريدونها . ايها الشعب العراقي العزيز ! ان اخوتكم قادمون اليكم الان وهم يحملون ارواحهم على اكفهم وتحدوهم روح التضحية والفداء للمحافظة على وطنهم وانقاذ اخوتهم الاعزاء الرازحين في القيود ، فثوروا ، وهاجموا اعداء الاسلام مستلهمين من الاسلام فاخوتكم الاعزاء والشعب الايراني الشريف يتوجهون الى الجبهة من خلف الجبهات ، ليستأصلوا بمساعدتكم ايها الاعزاء وبمساعدة اخوتكم في الايمان ، هذه الغدة السرطانية في قلب العالم الاسلامي وتجعل الشعب العراقي الشريف يحكم مصيره بنفسه . يااهالي البصرة الغيورين ، استقبلوا اخوتكم المؤمنين واقطعوا الايدي الظالمة للعفلقيين الكفرة عن بلادكم . يااهالي العتبات المقدسة المحترمين ، ايها الشباب الغيارى الذين استغللتم كل فرصة للهجوم على هؤلاء الانجاس ، اغتنموا الفرصة التي منحها لكم الله لكم وثوروا بشجاعة وتحكموا بمصيركم بأنفسكم . ايها العسكريون المتورطون مع حزب كافر راح ضحية اهوائه النفسية شبابكم ، لقد جاء اخوتكم لخلاصكم ، ولسوف يرسل هذا النظام الكافر والظالم الى جهنم من خلال التضحية والتوكل على الله تعالى . ثوروا ايها الاعزاء المقيدون وانقذوا انفسكم ووطنكم بمساعدة اخوتكم الايرانيين ولا تدعوا امريكا تتلاعب بمقدراتكم . وانتم ايها الاخوة والشباب الايرانيون ، سارعوا الى مساعدة اخوتكم المقاتلين . فهذه الحظات هي من اكثر اللحظات المصيرية حساسية . فأما انتصار الاسلام على كفر العفالقة او - لاسمح الله - اذا ماحدثت غفلة او اهمال ، قستكون هزيمة الاسلام ، والعار الدائم للشعب . وهيهات ان تتحملوا الذلة ايها الشباب الغيارى . وعلى هذا فان واجبكم الاسلامي والوطني يقتضي ان تتدفقوا برجولة نحو الجبهات وان تسعوا لأن لا تلبسوا لباس الذل . واعلموا ان معنويات الجيش العراقي قد انهارت تماما ، وان الاسلام بحاجة اليوم اليكم ايها الشباب الماجدون . هبوا نحو محاربة الكفر وانقذوا اخوتكم العراقيين وقدموا الدعم الى اخوتكم المقاتلين والمضحين في الجمهورية الاسلامية فسوف يفوت الأوان غدا. واسأل الله النصر للاسلام والمسلمين روح الله الموسوي الخميني)) |