ترامب; ومخاوف دول الخليج .! |
في مقال بعنوان "خطاب الوداع"، يرى حسن البراري في الشرق القطرية أن "سياسة أوباما في الشرق الأوسط لم تنجح إلا في تقوية إيران، وفي خلق فجوة ثقة في السياسة الأمريكية، وفي تمكين اليمين الإسرائيلي في التصرف كيفما شاء في الأراضي المحتلة، فحلفاء الولايات المتحدة التقليديون، وعلى رأسهم المملكة العربية السعودية، باتوا لا يرتاحون للإدارة، ولا يثقون بقدرتها على قراءة ديناميكيات المنطقة بشكل جيد".
كما أتهم صبحي غندور في البيان الإماراتية; الولايات المتحدة واصفاً تدخلها الأمريكي في المنطقة بالـ"سلبي"، واعتبار الإدارة الأمريكية "طرفاً مباشراً في ما حدث ويحدث في المنطقة العربية، من سيطرة إسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، ومن تطورات سياسية وأمنية جذرية تحدث في عدّة بلدان عربية، منذ اندلاع الانتفاضات الشعبية في مطلع عام 2011، والتي أفرزت ما هو أولوية دولية الآن من حرب على الإرهاب".
اغلب الصحف الخليجية تؤكد اليوم; على الحاجة إلى "وقفة جادة وقوية تتناسب وحجم ظاهرة الإرهاب والعنف، والتطرف الآخذ في الانتشار والتفشي، إلى درجة أنه أصبح وباءً يهدد الأمن والسلم الدوليين"، وأصبحت تؤكد على أن "كل دول العالم ليست بمنأى عن الإرهاب، طالما أن هذا الإرهاب لا وطن له ولا دين"، وتحث الدول الإسلامية بالرد بقوة قائلةً:
"على الدول الإسلامية الاتحاد معا لمجابهة الإرهاب، عبر استراتيجية أمنية واحدة، وعبر فكر واحد، لمواجهة الفكر المتشدد والمتطرف، الذي يخلع على نفسه الانتماء للإسلام زوراً وظلماً".
كل هذه المعطيات; جعلت من الرأي العام في دول الخليج العربي، تتحدث عن بعبع جديد يهدد أمنها، ومكانتها، في المنطقة والعالم، لذلك هي تحاول تغير سياسة حكوماتها المعهوده في المنطقة، ليست أيمانآ منها بذلك التغيير، بل تغيير تطلبه ضرورة المرحلة، خصوصآ وأنها أصبحت بنظر ترامب "تجارة مربحة"، ويجب على أمريكا أن تستفاد ماليآ من كثرة طلبات تلك الدول، والتي أصبحت تثقل كاهل الميزانية الاميركية.
ما يزيد موقف دول الخليج العربي تعقيدآ; هو أن الرئيس الديموقراطي باراك أوباما يتهم خصومه الجمهوريين، بعدم أمتلاك استراتيجية حقيقية، في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، وحذر من على منبر الكونغرس من “التصريحات المبالغ فيها”، ويقول بكل وضوح; أن داعش لا تمثل الإسلام ذلك الدين الذي يعتبره عظيماً، ولكنه من جانب أخر; يرى أن السعودية هي الممثل الحقيقي للاسلام، لذلك أستل سيفه من غمده بمجرد أن سمع بتصريحات الرئيس المنتخب .
هذه المتغيرات; جعلت من دول الخليج في وضع حرج في سوريا، واليمن، والعراق، خصوصآ بعد أن ثبت للعالم أنها هي الراعي الرسمي، ماديآ ومعنويآ للحركات المتطرفة التي تحارب الشعوب العربية بدافع مذهبي، وطائفي بحت، والا ما هو العداء الذي جعل كل من السعودية، وقطر، والامارات، والكويت تدفع ملايين الدولارات، من أجل أسقاط نظام الاسد، ودعم قوات هادي في حربها ضد الشعب اليمني.
السياسة الاميركية في عهد الرئيس ترامب، سوف تختلف عن ما كانت في عهد باراك أوباما، وأن الفوضى التي تسببت بها حكومات تلك الدول، سوف تكون دافعآ لتحجيم الدور الخليجي في المنطقة، وما محادثات أستانة بين كل من روسيا، وأيران، وتركيا الا الخطوة الاولى في طريق تحقق هذه المخاوف، وتضعها في الحسبان.
|