لراديكالية من اجل الراديكالية !
الراديكالية هي المبادئ السياسية التي تركز على التغيير بطرق وأدوات ثورية ، اصلها لاتيني بمعنى الجذر ، اي اجتثاث المشكلات من جذورها وتغيير الواقع المراد تغييره تغييراً جذرياً ، الجذريون او الراديكاليون هم الذين يرغبون بتغيير النظام لاجتماعي والسياسي وحتى الفكري من جذوره ، من دون الخوض في التفاصيل والاسباب الحقيقية ، وبالتالي بات وصفهم يشير الى التطرف والتشدد في الرأي ، ورفض وجود اخرين يختلفون معهم بالرأي 
الثورة من اجل الثورة لا تعني ان مطلقها يرغب بالإصلاح ، بقدر ما تشير الى محاولة تغيير التوازن لصالح مطلقها ، لان الوضع القائم لا يخدم مصالحه ، وادعائه لا يمت للواقع من قريب او بعيد كونه جزء من المشكلة التي يدعي انه حلها ، فهو بذلك يناقض راديكاليته التي يجب ان تچتث كل أسباب المشكلة ( شلع قلع ! ) بما فيها سيادته ! 
دفع الجماهير نحو الاعتصام والصدام مع القوات الامنية ، والتهجم على الأحزاب الاخرى وجماهيرها وغلق مكاتبها ، ليتم رفع نوابه على الاكتاف والهتاف لهم ، وهذا يدفع الشركاء الى الرد مما قد يتسبب بحرب شيعية شيعية ، الى جانب المعارك مع داعش ، وهو ما يقوض كل الجهود الداعمة لتحرير العراق ، وكأنه مستمتع بما يجري لانه يمكنه من ابتزاز الآخرين متى شاء ، مستغلاً ضعف الدولة وتأكده من عدم ردها 
التمسك بالمناصب على حساب تخلي الآخرين عنها ، لا يمت للاصلاح لا من قريب او بعيد ، وافتعال الأزمات التي تصل حد السباب بين نواب البرلمان لعرقلة اقالة صگر فويلح ( خادم بغداد ) ، والتلويح بأقالة وزراء من كتل اخرى اذا ما تم اقالة محافظه ، هو اُسلوب ( بلطجي ) لا يمكن السماح به في نظام ديمقراطي ، يحاول النهوض ليستعيد عافيته ، والا فان مرضه مزمن ، ولن يقوى على النهوض ، وسيبقى طريح الاحتلال الذي ليس بالضرورة ان يكون عسكرياً ! 
تمخض الجبل عن فأرة ! ، كنا ننتظر منه مشروعاً يوازي مشروع التسوية او على الأقل يشير الى ثغرات الاخير ، ولكنه طرح ورقة اكتنفتها المخالفات الدستورية والقانونية في اغلب نقاطها ، وكذلك تجاهل المسائل الخلافية وكيفية حلها ، أمثال مسألة وحدة العراق ، ومسألة التغيير الديموغرافي ، وكذلك حكم الاغلبية والاعتراف بالنظام ، والارهاب والحواضن ، وغيرها الكثير التي لا يتسع المجال لذكرها ، فمتى يطل علينا نور عتمتك ، لتنتج مشروعاً يوازي ضجيجك !