العراق نقطة البداية لنهاية الصراع البشري (1)...! |
منشأ الصراع في المنظور الغير إسلامي: منشأ الصراع في المنظور الإسلامي: تناهى الله بالدقة في خلقه، من حيث الرحمة والعدل، ولم يجعل للإنسان حجة على إتباعه لإبليس، فبعث الرسل والأنبياء، فكان تقدير "الله" في الرسل، أن يكون نبي مصحوب برسالة، أي كتاب وقيادة، وكان تقديره في الأنبياء الآخرين، بأن يكون منذرين محذرين، يمتهنون صفة المشافهة، وما إن إنتهى عصر الأنبياء، جعل فيهم الخلافة بالإمرة، وما بعدها بالأمامة حتى انتهى بوكالة الأمامة، فكان الله لا يرى مصلحة في محاسبة قومٍ، ان لم يكن فيهم من يدلهم حيث وجود الله وتعاليمه،" وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً" من بعد هذه المقدمة البسيطة، التي أثبتت وجود الصراع مع اختلاف منشأه، نورد بعض الأدلة القرآنية، التي تدعم المنظور الإسلامي في الصراع بين البشرية، والذي تصفه بأنه صراع بين الخير والشر، إبتدأ منذ اللحظة التي نفذ فيها الغرور والتكبر في أحشاء "إبليس" وأمتنع من السجود لــ" أدم" عليه السلام، ومن الملفت للنظر بأن تسمية "الفرقان"، لكتاب الله تفسر لأنه فرق بين الخير والشر، وإن مجمل ما يتحدث به، هو فض ذلك النزاع المدوي منذ الأزل، وطرح مفهوم التعايش السلمي والسلام في البشرية، وعلى هذا الأساس جاءت تسمية"الإسلام" قال الله تعالى: {ويجادل الذين كفروا بالباطل ليدحضوا به الحق} وقال: {ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل، وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم}، ويتحدث الله أيضاً، بأن الصراع يأتي أحيانا من العذاب والسخط على الأقوام لأفعالهم، فيقول: وما ربك بظلام للعبيد، ولكن انفسهم يظلمون" وقال أيضاً (وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَىٰ بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ) ولعل قصة فرعون في قوم "موسى" مصداق واضح للصراع البشري، والذي يصفه القرأن بأبشع صورة ومنظر، فيقول"آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ العَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ" نصل الى حقيقة تقول بأن التحديات التي تحيط البشرية، لم تكن وليدة لحدث او صدفة بالعهد القريب، وإنما هو صراع أزلي يلقي بضلاله على المجتمعات والشعوب في بلدان العالم، ولأن العرب تنصلوا عن مسؤولياتهم في مسك زمام العالم، خلال هذه الفترة التي خلت من الشعوب المثقفة، التي تدعو وتدفع بهذا الإتجاه، علينا أن نخلق من رحم التحديات، جيلاً يؤمن بقدرته على التغيير وقيادة العالم، وأن نكون بمستوى المسؤولية، للوقوف مع من تتصف فيهم صفات القيادة المؤثرة الفاعلة. العراق وكونه قطب الرحى، الذي تدور حوله أقراص الصراع، من حيث شمولية المكونات الأساسية المتصارعة ( المسلمين والمسيح واليهود)، جعله المستنقع الذي تطفوا على واقعه وأرضه، جميع التحديات الغير قابلة لإنشاء بلد يرقى بمستوى القيادة، ولكن لو رجعنا الى القرآن، وما تؤمن به الاديان الأخرى، سنجد أن الشعب هو بريق وقوة الفلز الوحيد، القادر على التحمل والقضاء على ترسبات ذلك الصراع في المنطقة، شرط أن يتوحد وينهي خلافاته الداخلية، والقائمة على أساس الخصخصة بين المكونات المجتمعية..... |