مصنع الرجال في متناول الانذال |
من منطلق "لا يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، نحن نتحمل الجزء الأكبر من البؤس الذي نعيشه، فلولا تمكن أنفسنا منا لما ذهبنا كل يغرد في سرب، تاركين الوطن تنهشه ذئاب مفترسة، لا تعرف للوطنية معنى. الدلائل على ظلم أنفسنا كثيرة، ومنها موضوعة المرأة والإساءة التي تتعرض لها وسط مجتمعاتنا، فكثير يسلخ جلده امام مرور امرأة ويكشر انيابه مشهراً بها! ويتناسى انها الام والاخت والزوجة والبنت، فترى ان المرأة تتعرض لسيل من الاعتراضات الساذجة مجرد ولوجها ساحة المجتمع، بحيث ننسى انها نصف المجتمع بل منها ولد. المرأة التي جعلها الإسلام سيدة عصرها، بعدما وئدت لسنوات لا لذنب الا لأنها انثى، لعلنا لم نخلع بداوة الجاهلية ورحنا نسوق للمرأة اتهامات، ولم ننتبه ان في كل منهن فاطمة، لكنها تحتاج لمحمد وعلي يرشداها ويدلاها، لا سيما وهن ولدن في مجتمع غازل الجاهلية واكتسب منها موروثات كثيرة. المرأة التي انغمست اقدامها في طين الاهوار لسنوات، كي تنتج جيلاً يصارع من اجل البقاء وديمومة الحياة، فيما كانت الجنة راكعة تحت اقدامها، المرأة التي احتضنت اخاها ليكبر كفيلاً لها، المرأة التي جعلت من زوجها رجلاً عظيماً، فإستحقت العظمة. وَسَطٌ ضحل، راح يستهدف امه وزوجته واخته وابنته، ليلبي رغبات سيده الذي طلب منه تسقيط شخصية ما، اجتمعت مع المرأة في مهرجان عام لتقوم عملها، وتدخلها صعيد متقدم في بناء الامة، وتشد على يدها لتضحي بأبنائها نصرة للوطن. خلاصة القول: كن عظيماً بقدر عظمة المرأة الزوجة، وابعث النور للحياة بقدر شعاع المرأة الام، وأعن الوطن بقدر حنان ورأفة المرأة الأخت، ولا تسمح لبداوتك ان تستقبح من يدل المرأة على طريق الحياة، ولا تمتدح من يعاملها معاملة العبيد، حينها ستساهم في انقاذ انثى دفنتها عقول الجاهلية المتحجرة بكلام الانذال الجارح. سلام. |